Tuesday, April 20, 2010

أمسية هزلية على ... العاشرة مساء









تابع المصريون بالأمس في مصر والدول العربية أمسية هزلية على برنامج العاشرة مساء، كان طرفاها النائب السيناوي نشأت القصاص والإعلامية الناشطة جميلة إسماعيل في لقاء غير متكافئ فكرياً، وذلك على خلفية مطالبة النائب في إجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بعدم التعامل بحنية مع المتظاهرين وإطلاق الرصاص على الخارجين على القانون

هناك نواب في مجلس الشعب لانسمع عنهم مطلقاً نظراً لمحدودية أمكانياتهم أو أفكارهم أو مُآثرتهم السلامة في عدم النقاش على مواضيع مطروحة، حتى لايرتكبوا أخطاء لدى أحزابهم تطيح بهم وخصوصاً أن تقييم العضو الصامت لدى قيادات الحزب الحاكم غير سلبي، وقد يؤاخذ العضو المحاور المثير للقضايا ويُحرم من وضع نفسه في جداول الترشيح للدورة التالية، فالأولوية الأولى والأخيرة هي رضاء قيادات الحزب المسؤولة عن الترشيح، أما الناخب وهو أساس العملية الإنتخابية فرأيه لايهم ولاقيمة له حيث ينجح أخيراً من يرض عنه الحزب لا من يرضى عنه الناخب

من هذا المنطلق ومع أفول الدورة البرلمانية الحالية ومشارف إنتخابات برلمانية جديدة يتم فيها إعداد أسماء المرشحين عن الحزب الحاكم، يبادر البعض بتقديم فروض الطاعة والولاء طمعاً في أن يكون أسمهم ضمن قوائم الترشيحات الجديدة، وهي فروض لاتراعي مصلحة الناخب من قريب أو من بعيد، بل تزايد حتى تصَف بالولاء للحزب ويُدرج أسمها بقوائم الترشيحات، وبعضهم وهو يقدم تلك الفروض ينزلق فيكون ملكياً أكثر من الملك ويتفوه بمطالبات لايدرك مداها أو أهميتها فتضعه في موضع المسائلة حتى من أرباب حزبه

من المتعارف عليه أن نائب مجلس الشعب المنتخب هو شخص في الأساس محل ثقة أصبح ممثلاً لفئة عريضة من مواطنيه، ومسؤل بشكل مباشر عن صياغة قوانين تدير الحياة في مصر ويطلق عليه بتعبير آخر لقب المشرّع عند تفسير من يضع القانون، لذلك يزداد شعر رأسي شيباً وأنا أتخيل أن هذا النائب بتلك العقلية والثقافة الضحلة هو أحد الموكلين والمسؤلين عن مناقشة وصياغة قوانين تحكم شعب كامل


طالب نائب الشعب بإطلاق النار على المتظاهرين الذين يرى أنهم يفسدون الحياة السياسية في مصر ويعكرون صفو مزاجه، عندما يتجه المتظاهرون لنواب الشعب على رصيف مجلسهم مطالبين بالتغيير وليطالبوا بحقوقهم بطريقة نعرف كلها أنها سلمية لاتتعدى مجموعة من الهتافات وبعض الرايات تعبر عن مطالبهم، وبدلا من أن يُستفز النائب من التعامل القمعي القاسي والوحشي من الأمن مع هؤلاء المطالبين ويفزع لإهانتهم وضربهم وسحلهم والتحرش بهم، نجده يحرض الأمن على مزيد من القمع بإطلاق الرصاص عليهم بدلاً من تلك الحنية في التعامل معهم من وجهة نظره، أي عقل أو منطق يستطيع أن يتقبل تلك الأفكار الجبانة من نائب مفترض أنه صوت الشعب ؟

في خلال اللقاء تمسك الرجل مراراً وتكرار بجملة أنا لم أقصد المتظاهرين ولكني أقصد الخارجين على القانون، ماذا يعني بالخارجين على القانون ؟ ومن هم وكيف يتم تمييزهم من المتظاهرين لإطلاق النار عليهم؟ أحد الناشطين على تويتر أقترح تعقيباً على ذلك بأنه على المتظاهرين غير الخارجين على القانون بأن "يلبسو جزم بتنوّر"، وماذا إذا إكتشفنا أنهم ليسوا خارجين على القانون بعد إطلاق النار عليهم؟ جملة مطاطة وغريبة لاتتفق مع أي منهاج .. حتى لو هم خارجون على القانون .. هل يتم إطلاق النار عليهم؟ أو ليس كل من يتم القبض عليهم في جميع القضايا هم خارجون على القانون في نظر الشرطة؟ وعلى المحكمة في النهاية أن تحدد من هم الخارجون على القانون وتعطي حكمها بالعقوبة المناسبة للخروج على القانون؟ أو ليس الخارج على القانون له حق كفله له الدستور والقوانين التي وضعت لتنفيذه تتيح التحقيق معه ثم محاكمته ومن ثم تطبيق العقوبة عليه؟ ولنفترض أن الخارج على القانون هو من يضرب رجل الأمن أو قوة مكافحة الشغب؟ أو ليس له حق الدفاع عن نفسه عندما يتعرض للقمع والضرب والسحل والتحرش الجسدي به؟ أو ليس القانون كفل لرجل الشرطة حماية تقتص من المعتدي مثله مثل أي مواطن؟ ولماذ لم يطالب النائب بنفس القوة بأن يُحاكم رجل الأمن "ولن أقول بإطلاق النار عليه" الذي يعتدي على مواطن وإهانته وضربه والسحل به بما لايتوافق مع كل القوانين؟ أليس رجل الأمن في تلك الحالة هو أيضا خارج على القانون في تعريفه؟ وهل يستطيع السيد النائب بأن يتفوه على القسوة المفرطة والغير مبررة في تعامل الشرطة العنيف مع الناشطين السياسيين؟

بالطبع كما قلت في بداية الحديث أن الحوار كان غير متكافئاً وهو ماصرح به على الهواء المحامي عصام سلطان في مداخلة تليفونية لفارق الثقافة والتفكير الشاسع والرهيب بين جميلة إسماعيل وبينه، فلم يستطع حتى أن يظهر بدور المحاور المتمسّك بوجهة نظره فيعرض حتى مغالطات وأكاذيب تدعمه في وجهة نظره، وهذا يبدو لأنه أساساً غير مقتنع بمطالباته، فهو قدم مطالبه للمزايدة فقط كي يلفت أنظار قيادات حزبه إليه بأنه موالي ومخلص أمين للحزب، أما المطالبات في حد ذاتها في غير ذات أهمية بالنسبة له ولاتعنيه كثيراً تنفيذها، وهذا يتضح بأن النائب لم يتأثر طوال المقابلة بأي من حالات الإعتراض فلم يُفنّد أو يرتقي بمستوى حواره لإقناع المشاهد بأحقيه مطالبه، ولكنه إنتفض مذعوراً طوال الحلقة من مكالمة وصلت للبرنامج في بداياته من الأخ حمدان مواطن من أهل دائرته، ينتقده لعدم تقديمه لأي خدمات لدائرته مستنكراً أن يستقيظ النائب مؤخراً على طلب من هذا النوع بدلاً من أن يقف مع أهالي دائرته ساعياً لنقل مطالبهم الحقيقية، فلم يعير النائب أي أهمية لأي مداخلات تليفونية أو تساؤلات من مقدمة البرنامج أو ضيف اللقاء إلا أن يعود ويرد على الأخ حمدان كلما تتاح له فرصة الحديث، لأن مكالمة الأخ حمدان وبالرغم من عدم أهمية محتواها لمعرفتنا جميعاً بإبتعاد النواب عن مشاكل وهموم ناخبيه ،وحيث أنها أيضا ليست نقطة أساسية في موضوع الحوار، ولكنها قنبلة للأسف تنسف مايسعى له النائب من الأساس في رضا حزبه بأنه شخص جدير بالترشح

في بداية حوار النائب بالأمس تحرش لفظياً بالناشطة جميلة إسماعيل عندما قال لها أن تزداد جمالاً كلما تحدثت بعصبية وهو ماتجاهلته جميلة لافتة إنتباهه بأن القضية التي يتحدثون عنها خطيرة وهامة، وفي كل دول العالم المتحضر يُعتبر ماحدث جريمة تحرش موثقة وكفيلة بإقامة دعوى جنائية مضمونة النتيجة من قبل المدعي بالحق، ولكن يبدو أن النائب لا علم له بضوابط الكلام ومايمكن أن يصدر عنه ويعاقب عليه جنائياً، لدرجة أن المذيعة منى الشاذلي رأفت بحاله لاحقاً طالبة منه عدم التحدث لأنه يقدم على كلمات تضعه موضع المسائلة القانونية

لانستطيع إلا أن نتوجه بالشكر لقيادات الحزب الوطني للدفع بهذا النائب ليكون مثالاً لكوادر الحزب، وليتعرف الشعب أكثر على نماذج من الحزب تمثله في البرلمان ، كما نشكره على هذه الأمسية الترفيهية التي أضحكت مصر جميعاً بالأمس وكأننا كنا نشاهد أحد فقرات موجة كوميدي


علّمنا التاريخ أن النظام الذي يُقدم على إطلاق الرصاص على متظاهريه .. هو في الحقيقة نظام دون أن يدري يُطلق الرصاصة الأخيرة على وجوده هو

Sunday, April 11, 2010

كلمة السر .. الثقة




وصلني يوماً ما منذ عامين كليب فيديو لا أتذكر أكان عبر البلوتوث أم البريد الإلكتروني، كان كليب لطيف مدته دقيقة لمجموعة من الأطفال يرتدون الحفاضات ويرقصون على نغمة موسيقية لفريد الأطرش بحركات متناسقة يبدو فيها المونتاج الإلكتروني واضحاً، الكليب ظريف وخصوصاً لمن يهوى لقطات فيديو للأطفال، وقتها كنت أتصفح اليوتيوب وفكرت في إنشاء حساب على الموقع ورفعت الكليب على الموقع على سبيل التجربة، ونسيت الموضوع وبعد فترة لاحظت ظهور تعليقات على الكليب تأتيني عبر الإيميل، وقبل بضعة أشهر فوجئت أن عدد المشاهدة تعدى ثلاثة ملايين مشاهد لهذا الكليب المهمل من ناحيتي، وسط سلسلة التعليقات وصلتني رسالة من شركة أمريكية إسمها إم إيه ريكورد تعرض على وضع إعلانات بالموقع، ولما كنت لا أستهوي تلك الفكرة وليس لدي وقت للمتابعة وأبغض الإعلانات على أي موقع لم ألتفت للموضوع، فجائتني رسالة أخرى تقول أنهم يريدون أن يشتروا الحساب الذي فيه الكليب بمبلغ يعادل ألفين وخمسمائة

نصابين .. هذا هو الإنطباع الذي شعرت به وقتها، تجاهلت الموضوع بضعة أيام و بينما كنت أبحث عن أحد الإيملات وقع نظري على الإيميل مرة أخرى، لا أحب النصب وأكره أن أكون الضحية، ولكن قلت لنفسي لايضيرني شيئ فلنستمر بهدوء، أرسلت لهم بالموافقة وتوقعت أن يطلبوا مني رقم الحساب ومعلومات لتبدأ سلسلة النصب، إبتسمت وأنا أقرأ ردهم عندما طلبوا مني رقم الحساب البنكي، لن أقع في الفخ أيها اللصوص، بعد عدة أيام تذكرت الموضوع ماالذي يضير إذا أعطيتهم حسابي البنكي، رقم الحساب وحده ليس من الأشياء الكافية لعملية نصب، قررت ان أبعث لهم بحسابي البنكي ثم نرى ماخطوتهم التالية، عندما حاولت مراسلتهم إكتشفت رسالة منهم قابعة في بريدي الإلكتروني يطلبون بلطف أن يرسلوا المبلغ بتحويل بنكي إذا كنت لا أرغب في إرسال رقم حسابي البنكي، حلو ولكن ثقتهم تدفع لمزيد من الشك فيهم، فهكذا دائما حال النصابيين لايتركوا لديك أي مساحة للشك بهم، وخصوصاً الثقة المطلقة فهم يريدون أن يرسلوا الأموال ثم أعطيهم بعد ذلك كلمة سر الموقع، بضعة حروف يريدونها مقابل 2500 جنيه لكليب تافه .. شيئ محير، ثقتهم تزيدني شكاً .. وماذا يضمن لهم أني بعد أن أحصل على الأموال سأعطيهم كلمة السر، ولماذا يثقون في وهم لايعرفونني؟

إبتسمت وأنا أحدث نفسي النصابون الجدد، طلبوا معرفة مدينة إقامتي لمعرفة أقرب موقع يمكن تحويل المبلغ عليه، أخبرتهم بالمدينة المقيم بها، أخبرتهم وكأني أعلن سر حربي لأنتظر الخطوة التالية، بعد دقائق هذه المرة وصلني رد أنهم سيرسلون المبلغ يوم الإثنين لأحد مراكز الصرافة الكبرى ومعها خريطة للموقع مكان الصرافة القريب من منزلي، ذهبت للمركز التجاري لأجد شركة الصرافة قابعة هناك، جاء يوم الإثنين وجاءت رسالتهم المبلغ .. تم إرساله إذهب بهذا الرقم وإسأل عن المبلغ .. وعندما تستلمه برجاء إرسال كلمة السر، تخوّفت وصحبت أحد أصدقائي، ذهبت للموظف وأعطيته الرقم وقلت له تحويل من أميركا، لاحظت ساعتها أن تحويل من أميركا يعني تحويل من جهة أجنبية يعني تلقي أموال .. هههه وأنا أكتب في السياسة .. ياحلاوة، نظر لي موظف الشباك نظرة متفحصة وإستأذن وغاب عن الأنظار، كان الرجل يتعامل مع الآخرين دون أن يغيب عن الأنظار .. لماذا أنا؟ عاد الرجل وطلب مني الإقامة وهي تعادل البطاقة الشخصية، أعطيتها له ثم تفحصها وتفحصني وطلب مني التوقيع وقدم لي المبلغ، قلت له: كده خلاص، قال لي خلاص، قلت له: وكلمة السر قال لي: سر إيه؟ إبتسمت وقلت له: ههههه ماتاخدش في بالك سلامو عليكو

خرجت ومعي صديقي فقلت له: غريبة وهما إزاي واثقين إني ممكن أديهم كلمة سر الحساب بتاعي؟ قال لي على سبيل الدعابة: طيب وتديهم كلمة السر ليه .. ماتطنش؟ إحمر وجهي خجلاً وشعرت أن دمي يفور من مجرد الفكرة في ذلك .. أعتقد أن هذه هي كلمة السر .. الثقة .. نحن فاقدون الثقة وعندما نتأكد من ثقة أحد بنا وخصوصاً أنه يجهلنا تعود ثقتنا بنفسنا وتأبى ضمائرنا أن نخون الثقة، عدت للمنزل وأخبرتهم بإستلامي المبلغ وأعطيتهم كلمة السر وإنتهى الموضوع
ملحوظة: مشاهدي الكليب قاربوا الآن على ستة مليون وقد تم تغيير موسيقى الكليب لاأدري كيف




تذكرت هذا الموضوع وأنا أقرأ مقالة خالد الخميسي منذ ثلاثة أسابيع في الشروق بعنوان مين فينا اللي معتاد إجرام؟ وهو يحكي قصة مشابهة لفنان تشكيلي يعرض لوحاته على الإنترنت بأسعار مرتفعة في معرض حديثه عن الثقة، فعاد لي السؤال السابق الذي حاول هو الإجابة عليه في مقاله، لماذا فقدنا الثقة؟ ولماذا أصبح الشك هو العلاقة الأساسية في علاقتنا بالآخرين وغير ذلك هو الإستثناء؟ ولماذا نصعّب حياتنا على أنفسنا ونفسدها بكثير من اللغط والإحتياط المبالغ فيه؟ .. أسئلة كلها إجابتها تصب في وعاء واحد، عندما نفقد الثقة في حكومتنا فنحن نفقد الثقة في أنفسنا أولاً وطبيعى أن نفقدها في الآخرين، وعندما نقابل إستثنائيا من هو نقي ويضع ثقته بنا تصيبنا حالة من البلبلة وعد التصديق تجعلنا نزداد شكاً

لست من أنصار أن نعوّل كل ناقصة على الحكومة، فنحن مليئين بالعيوب، وكلما أبتعد عن فكرة أن حكومتنا السبب، أعود لأجد أنه لامفر من أنها السبب، إذن فهي السبب ولكن كيف؟

أنت عندما تتهرب من الجمارك في المطار أو الميناء فأنت تتهرب لأنك لاتثق في الحكومة، لأنك تدفع جمارك وغيرك من هو أكثر يسراً منك يمر من رجال الجمارك دون تفتيش وترتفع الأيدي لتحيته

أنت عندما تتهرب من دفع الضرائب قدر ماتستطيع فأنت تتهرب لأنك لاتثق في الحكومة، لأنك سوف تدفع الضرائب ليأخذها غيرك من الفاسدين في المواقع الحكومية كرشاوي وعمولات لمشاريع مبالغ في قيمتها، ومتلاعب في جودتها

أنت عندما تتهرب من دفع مخالفة مرورية وتذهب للنيابة لحذفها وأنت تعلم بإرتكابك لها فأنت تتهرب لأنك لاتثق في الحكومة، لأن غيرك تم إلغاء جميع مخالفاته بمكالمة تليفون أو كارت توصية، أو لأن غيرك إرتكب مثلها ولم يحاسب عليها

أنت عندما تنقم على خدمتك العسكرية في تشكيلات عسكرية في أقاصي الصحراء فأنت تنقم لأنك لاتثق في حكومتك، التي جعلت من زميلك بتوصية يحصل على إعفاء أو على أقصى تقدير يحصل على خدمة عسكرية في المعادي أو مصر الجديدة يقضي معظمها في منزله بينما أنت قابع في الصحراء تؤدي خدمتك الليلية

أنت عندما تعزف عن صندوق الإنتخابات فأنت تعزف عن حقك في التصويت لأنك لاتثق في حكومتك، فأنت تذهب وتدلي بصوتك وترى بأم عينك صوتك يضيع هباء ويتم تقفيل الصناديق لصالح مرشح آخر

أنت عندما لا تصدق مايكتب في جريدة قومية فأنت لا تصدق لأنك لا تثق في حكومتك، التي جعلت أصحاب الأقلام الرخيصة يمتلكون زمام تلك الصحف الممولة من نقودك ويهاجمون من خلالها الشرفاء وينافقون بها أشباه الرجال

أنت فاقد الثقة في المستشفيات الحكومية والخدمات العلاجية وتذهب للمستشفيات الخاصة .. أنت فاقد الثقة في المدارس الحكومية والعملية التعليمية وتذهب للمدارس الخاصة .. أنت فاقد الثقة في الأمن والعدل داخل أقسام الشرطة فلامفر لك من أن تمشي بجانب الحيط وداخله لو إستطعت .. أنت فاقد الثقة في أعضاء مجلس الشعب نوابك وممثليك لأنهم إنشغلوا عنك بمصالحهم الخاصة .. أنت فاقد للثقة في كل من حولك وفي أقرب الناس إليك إلى أن فقدت الثقة في نفسك، وأصبحت دون أن تدري أنت الآخر لست محل ثقة الآخرين .. وأصبحت تخونهم دون أن تدري ولو دريت ماشعرت بالذنب، فالخيانة أصبحت هي الأساس وماغير ذلك للأسف أصبح الإستثناء

ولكي تعود الثقة بيينا يجب أن تعود الثقة في حكومتنا، وتعود الثقة في حكومتنا عندما تكون هناك ديمقراطية، والديمقراطية تأتي عندما يكون هناك وعي وعلم وثقافة، والعلم والوعي والثقافة يأتي بالديمقرطية .. عند هذه النقطة يتوقف العقل .. أيهما يأتي أولاً وأيهما سبب للآخر؟ .. وتصبحون على خير