Friday, June 26, 2009

ورحل مايكل جاكسون .. آخر أساطير الغناء




ورحل آخر أساطير الغناء في زمن إنتهى فيه عصر الأساطير ولن يعود ثانية ، مثلما ولى منذ زمن عصر المعجزات فالعالم بشكله الجديد لم يعد يقدر على صناعة أساطير مهما بلغت قدرات إبداعية خارقة ، مايكل جاكسون ثالث أسطورة غنائية عالمية حديثة بعد إلفيس بريسلي في الخمسينات والبيتلز في السيتينات ومايكل جاكسون في الثمانينات ، لا أستطيع أن أنكر تأثري بخبر وفاة مايكل جاكسون فهو يمثل لي مرحلة هامة من حياتي هي فترة شبابي في الثمانينات ، فقد عاصرت صعوده وشهرته ونجوميته وهوس العالم به ، تلك الفترة التي إهتممت وأحببت وإستمعت فيها مثل معظم الشباب للإنتاج الفني الغربي في عصره الذهبي عصر الثمانينات


لن أتحدث عن حياته أو الديسكوجرافي الخاص به فالنت حافل بكثير من الكتابات والإحصائيات عنه ، ولكني سوف أتحدث عن ذكريات مرت بي عنه ، جاكسون ولد نجما منذ طفولته ، كانت أول معرفتي بجاكسون من خلال أغنية أبيض وأسود من السبعينات يعرضها بشكل متكرر برنامج العالم يغني لحمدية حمدي لفريق
الجاكسون فايف وكان مايكل جاكسون من لفت الأنظار في تلك الأغنية فهو نجم الأغنية كان طفلاً في العاشرة من عمره أصغر إخوته ببشرته الزنجية وشعره المجعد وأنفه المفطوس ، ولا أنكر أن اول أغنية أجنبية إستمعت لها في حياتي وجعلتني أنجذب للغناء الغربي وقتها كانت من ألبومه أووف ذا وول عام تسعة وسبعين وأغنية الديسكو الشهيرة دونت ستوب تيل يو جت إنف ، أتذكر أني كنت أعيد الإستماع لتلك الأغنية مئات المرات وقتها لم تكن شهرة مايكل جاكسون بهذا الحجم

شهرة جاكسون والهوس به كان من خلال ألبوم
ثريلر عام إثنين وثمانين الذي حقق أفضل مبيعات لألبوم في العالم على الإطلاق حتى وقتنا الحالي ، حيث دخلت سبع أغنيات من أغاني الألبوم الثمانية وقتها قائمة أفضل عشر أغاني لمجلة البيلبورد والتي تعتبر قائمتها هي القائمة الرسمية لسباق الأغنيات الاميركية ، ومنها الأغنيتين الأشهر بيت إت وبيللي جين التي إحتلت قمتي سباق الأغنيات الأميركي لمجلة بيلبورد وسباق الأغنيات البريطاني الرسمي التي تصدره إسبوعياً إذاعة البي بي سي

وفي منتصف الثمانينات كان في قمة شهرته بأخباره الغريبة والمثيرة والغريبة الأطوار مثل إقامته في
حجرة أكسجين خاصة بها أكسجين بمستوى أعلى من المتواجد في الهواء العادي حفاظاً على حياته ، وظاهرة القفاز الواحد في يده الأيمن ويُقال أنه في إحدى حفلاته إفتقد أحد قفازيه فظهر بقفاز واحد ومن وقتها ظل يقيم حفلاته بالقفاز الواحد وأصبحت ظاهرة وقتها ، وكذلك جواربه البيضاء اللافتة للنظر .. وهكذا هم دائماً النجوم الكبار والأساطير لهم تقاليعهم الخاصة ، ومن أخباره التي نالت إهتمام العالم وقتها التحول الغريب في شكله ومظهره وشعره بعد كثير من العمليات الغريبة التي لم يكن يعرفها العالم وقتها ومنها تصغير الأنف الأفطس بشكل ملحوظ ، وتبييض البشرة ، والشعر الناعم

كان جاكسون هو الداعي الرئيسي مع
ليونيل ريتشي لواحدة من أكبر الحفلات الخيرية في العالم على الإطلاق في عام خمسة وثمانين ، والتي خصص ريعها لصالح ضحايا الإيدز في أفريقيا تحت مسمى يو إس أيه فور أفريكا ومنها كانت الأغنية الجماعية لنجوم الغناء الأميركي في واحدة من أروع الأغاني الجماعية على الإطلاق وهي أغنية وي آر ذي وورلد ، وقد كتبت تدوينة سابقة خاصة عن تلك الحفلة في سلسلة لقطة من الماضي

إستمر جاكسون في تفوقه على قمة الأغنية الشعبية في أميركا والعالم ليصبح ملك البوب بعد أن أصدر ألبوم باد عام سبعة وثمانين وبدأ نجمه يخفت مع ألبوم دينجرز وإن كان لفت الأنظار مرة اخرى عام خمسة وتسعين عندما اصدرألبوم هيستوري ومنها واحدة من أجمل أغانيه العاطفية الهادئة والتي إستمتعت بإعادة الإستماع إليها كثيراً وهي أغنية يو أر نوت ألون ، وأغنية الأرض التي أثارت وقتها جدلاً كبيراً حول كيف تحمل الأغنية رسالة عالمية في تصوير فيديو مبدع

You are not alone


تناولت سيرة جاكسون فضيحة كبرى خاصة بالتحرش بأحد الأطفال نالت إهتماماً عالميا كما نالت سلباً من شعبيته ولكن برأته المحكمة في النهاية ، وكانت تلك المرحلة نهاية وأفول أسطورة الغناء مايكل جاكسون ، دخل بعدها في مشاكل مادية متعددة وإنتقل للعيش بمملكة البحرين لمدة عام كامل عالم ألفين وخمسة ونالته هناك عدة مشاكل ، وظهرت وقتها إشاعات عن إعتناقه الإسلام ، كما نالته من قبل شائعات أتذكر منها في الثمانينات أن قامت حملة كبيرة ضده في الدول العربية بعد أن إنتشرت بشكل كبير شائعة لا أساس لها من الصحة تفيد تصريح له يقول أنه لو كان يعلم أن العرب يستمعوا لأغنياته لما كان غنى

لم يكن جاكسون هو الموهوب الوحيد بين أخوته ، ولكن كان أكثرهم حظاً وشهرة ، فظهرت في فترة تألقه شقيقته جانيت جاكسون وهي واحدة من أفضل من تقدم أغاني إستعراضية راقصة مبهرة كانت لها كليبات رائعة ونجاحات كبيرة ، وهناك أيضاً أخيه الأكبر
جيرمين جاكسون وكانت له أغنيات جميلة أحببتها كثيراً وإن كانت لم تلق نجاحات عالمية واسعة مثل أغنية دو وات يو دو وأغنية الدويتو مع بيا زادورا في منتصف الثمانينات هوين ذا راين بيجنز تو فوول

هذا ماجادت به ذاكرتي ، فلاشك أن وفاة مايكل جاكسون منذ ساعات قد عصفت بالذاكرة للعودة إلى فترتي المحببة في الثمانينات ، فلم أجد بُد من الكتابة عنها بالرغم من كتابتي تدوينة قبل ذلك بساعات قليلة

أعتذر عن كتابة الكلمات الإنجليزية باللغة العربية ، حيث أن إدخال نصوص بالإنجليزية داخل النص العربي تغير في ترتيب الكلمات في النص

شاهدت لك .. فيلم دكان شحاته



ياشعب مصر ياخم النوم .. ماتفوق بأه وتشوف لك يوم
ياشعب ثور داهية تسمّك .. وشيل أصول أسباب هَمّك





جاءت على ذهني تلك الكلمات التي صاغها أحمد فؤاد نجم وأنا أشاهد الحالة السلبية المثيرة للعجب والغيظ من شحاتة والتي لاتستقيم مع طبيعة النفس البشرية ، وإذا كانت كلمات نجم تستنكر الإستكانة وتدعو لثورة ترفض الواقع حيث لن يتبدل الحال إلا بأيدينا ، إلا أن الثورة القريبة التي يبشرنا بها خالد يوسف في فيلمه دكان شحاته هي ثورة الفوضى للجياع ، والتي إستقرأنا تباشيرها في عام ألفين وثمانية ، الفترة التي تم فيها الإعداد للفيلم من أحداث القتلى في طوابير الخبز ، والقرى العطشى التي جفت فيها المياه

لم يأخذ خالد يوسف وقتاً حيث إستغل تترات الفيلم ليدخل للموضوع مباشرة ، فبينما تتم إنهاء إجراءات خروج شحاتة من السجن نشاهد خبر تلفزيوني يخبرنا بوصول أزمة البطالة والغذاء في مصر إلى درجة وصفها المراقبون بالخطيرة وتنذر بكارثة إنسانية مما يهدد أمن وإستقرار المنطقة ، تليها عملية سرقة شعبية لقطار يحمل مواد غذائية في غياب واضح من القانون والشرطة التي تقف عاجزة ، تتبعها مانشيتات أخبار صحفية تبدأ من عام ألفين وثلاثة عشر العام الذي تبدأ فيه احداث الفيلم ، أي بعد ثلاثة أعوام من الآن ، وتستعرض في ترتيب تنازلي الأحداث حتى عام واحد وثمانين بداية حكم حسني مبارك ، ويكون مانشيت عام ألفين وعشرة أزمة بطالة وغذاء تجتاح مصر، فتنسجم وتنصهر أحداث الثلاثة أعوام القادمة منطقياً مع مايسبقها من أحداث حتى إغتيال السادات ، كل ذلك على خلفية أغنية حزينة موحية لأحمد سعد من كلمات جمال بخيت بعنوان "مش باقي مني" في تقول في بعض فقراتها

مش باقي منى غير شوية دم ... متلوثين بالهم مرين وفيهم سم
كانوا زمان شربات والنكتة سكرهم ... شربتهم الخفافيش في قلب أوكارهم


إذن الدقائق الأولى من الفيلم تبشرنا بفيلم قاهر صادم وأسود غامق ، فتكتشف أنك أمام مليودراما مأساوية لشحاته مع أخواته الغير أشقاء الذين يغارون منه لعطف أبيه المبرر عليه ، كما هو الحال في بعض من قصة سيدنا يوسف ، ولكن بشكل أقسى وغير مبرر بشكل كبير ، فيكيدون له ويقتلوا أحلامه ويقهروه ويسجنوه ويسرقوه وينهبوا حقوقه ، شحاته هنا يمثل المواطن المصري أو الشعب المصري بينما الأخوة مجتمعون يمثلون الفاسدين والناهبين خيراته والسارقين لأحلامه ، وكان طبيعياً أن يعود شحاته لينتقم فيستعيد حقوقه المسلوبة وأحلامه المغتصبة ، ولكنه بطيبة مستفزة يُقصر مايعتقده شراً فلا يفكر في إنتقام ، ولكن يفكر في لم شمله مع أخوته فكلهم أبناء أب واحد أو أبناء هذا الشعب ، وعفا الله عما سلف في براءة وطيبة لاتستقيم مع الواقع وهو ماجعل الأبيات في بداية التدوينة تحضر على ذهني ، وتتوالى المليودراما وفي وقت لايستطيع معه أخوته إستيعاب أو توقع هذه السلامة في ردة فعله بعدما نكلوا به ، فيكيد من هم حول شحاتة صدر أخوته القساة عليه فلاهو يستطيع أن يوصل لهم حسن نيته تجاههم ، وهُم لا هَمّ لهم إلا تفادي وصوله إليهم ، حتى إذا وصل إليهم قتلوه ... قتل الفاسدين والناهبين والمغتصبين الطيبة والبراءة وحُسن النية في جشع أعمى فماكان إلا أن عمت الفوضى البلاد وقامت ثورة الجياع

الرمزية في الفيلم كثيرة ومباشرة في معظم الأحيان متمثلة في تصنيف الشخصيات والأماكن ، مثل الدكان الذي يمثل الوطن وعلى إسم شحاته الذي يمثل المواطن المصري فيتصارع عليه مجموعة من أبناء الشعب الفاسدين والناهبين يمثلهم الأخوة فيبيعونه بحفنة أموال ، وبيسة التي تقوم بدورها هيفاء وهبي حبيبة شحاتة التي تمثل أحلام المواطن المصري التي يتم إغتصابها وفض بكارتها ونهشها بزيجة تبدو شرعية ظاهرياً ، إلى الأب الذي يرمز إلى جمال عبد الناصر الذي ينتصر لشحاته أو المواطن المصري من الناهبين فيعتبر هو حصن الأمان له ، فإذا مات إنقلب الحال وتاه وطرد وتغرب في بلده .. وحتى الرمزية في العبارات كانت مباشرة جداً مثلما يطلب الأب من شحاته تحريك صورة الريس عبد الناصر مسافة كي تداري الشرخ الذي في الجدار فيرد عليه شحاته بأن الشرخ أصبح كبيراً لدرجة لاتستطيع معه الصورة إخفائه ، والقصد من الشرخ هنا فترتي حكم السادات ومبارك

يجلس شحاته في بداية الثلث الأخير من الفيلم بمقربة من مسجد الحسين في رحلة البحث عن إخوته علّه يعثر عليهم حسب وصية والده بأن يزوروا المكان كل جمعة أو عندما يضيق بهم الحال ، فيجسد الوضع الحالي خالد يوسف في المشهد الذي يقترب منه رجل بسيط يعتقده يتسول فيعطيه ماتجود به نفسه ، فيهب شحاته واقفاً ويقول له "خد فلوسك يابيه أنا مش شحات" فيرد عليه الرجل البسيط بطيبة "يابني كلنا بنشحت من بعض .. هي ماشية غير بالشحاتة !!؟" في إشارة إلى الحال الراهن

يعيب على المخرج نفس ماتم العيب عليه في فيلم حين ميسرة ، حين يرصد جميع المظاهر السلبية في فيلم واحد فكانت فيها مبالغة مفتعلة ، مثل إقحام خبر غرق العبارة وحريق مسرح بني سويف أو الفساد في العمليات الإنتخابية ضمن السياق الدرامي للأحداث وكأنه نوع من الرصد المُقحم على الدراما ، وأعتقد أن المشاهد الخاصة بالإنتخابات الرئاسية كانت السبب في فرض حظر على الفيلم قبل الإعلان عن تدخل جهة سيادية للسماح بعرض الفيلم



بعد مشاهدة الفيلم أصابتني الدهشة عندما إسترجعت خبر طلب المحامي نبيه الوحش من النائب العام منع عرض الفيلم لأنه يدعو إلى الفسق والفجور ويحوي تطاولاً على الدين الإسلامي ، يبدو أن الوحش كان يشاهد فيلماً آخر ، فلايوجد أي تطاول ولم يمس الفيلم أي شيئ من شؤون المسلمين إلا من مشهد بعض مجذوبي الطرق الصوفية في أحد الموالد وهم ينظرون لسيقان هيفاء وهبي وهي تركب إحدى مراجيح المولد ، أما جزئية إستغلال النقاب في أمور منافية للاداب تؤكد لي أن هذا المحامي غائب عن الوعي ، ولا أدري ما علاقة طلب شيوخ الأزهر بوقف الفيلم لإهانته للدين دون مشاهدته وهو مالايستقيم مع روح الدين من تحري الدقة قبل الإتهام ، فهناك مشاكل أعظم وأجل منوطون بها أهم من هذا الهراء فيما لايعلمون

المحاولات القليلة التي قام بها خالد يوسف ببث جو من المرح من خلال شخصية كرم أو عمرو عبد الجليل وبالرغم من خفة ظلها إلا أنها لاتستقيم مع جدية وقسوة الفيلم ، فكنت أتفادى حتى الإبتسام حتى لا يتوه مني الجو العام للفيلم

تجربة دور هيفاء في الفيلم لاتختلف كثيراً عن تجربة يوسف شاهين بالإستعانة بداليدا في صدمة للمشاهد وهي تؤدي دور فلاحة في فيلم اليوم السادس ، وإن كانت هيفاء قد نجحت بشكل أفضل ولكن يظل الأداء عادياً تستطيع أن تقوم به أي ممثلة أخرى ، فلم تكن سيئة بطريقة ملفتة للنظر مثلما تناولتها أقلام بعض النقاد ، ولم تكن تحمل أداءاً متميزاً مثلما توقع لها خالد يوسف في تصريحاته أثناء تنفيذ الفيلم

الناصرية في الفيلم واضحة ، وخالد يوسف ناصري ومن حقه أن يعرض وجهة نظره وأن يمجد تاريخ زعيم يجده الأفضل دائماً ، وليس لنا أن ننتقده في ذلك ، فتلك رؤيته والفيلم يعرض رؤية خاصة لصانعيه ، ومن يعترض لايعترض على أن الفيلم ناصري التوجه فهذا حق صناعه وهو ينبع من إيمانهم ورؤيتهم ، ولكن على من يعترض وله نظرة مخالفة فليقدم لنا عملاً فنياً يعرض فيه رؤيته

أخيراً .. الفيلم سوداوي مليودرامي يستفز المشاهد وفيه كمية متعمدة من الظلم والقهر والجور لينكر على المشاهد الإستمرار في الإذعان والخضوع والمسالمة ويطالبه بالتحرك لإستعادة حقوقه المسلوبة ، وإلا فإن القادم أسوأ ولا محالة

Monday, June 22, 2009

المنتخب المصري .. والعاهرات





باتت مصر ليلة أمس وهي تضرب كفاً على كف عقب مبارة مصر وأميركا في كأس العالم للقارات .. حيث تبدل الحال إلى حال بطريقة رهيبة مزعجة وموحشة بشكل صادم أشلت العقل عن التفكير ، فبعد عروض رائعة أذهلت العالم في مباريتين تاريختين مع البرازيل ثم إيطاليا ، لم يكن يتوقع أحد هذا الأداء المذري للمنتخب الذي لم يكن في حالة غير طبيعية على الإطلاق ، وبدا وكأن هناك في الأمر شيئاً ، وبعد أن أهدت البرازيل بفوزها الساحق على إيطاليا بثلاثة أهداف نظيفة ، لم يكن يتوجب على مصر للصعود الفوز على حصالة المجموعة أميركا ، ولا حتى التعادل معها ، ولا حتى الهزيمة بهدف ، ولا حتى الهزيمة بهدفين ، ولكن بثلاثة أهداف نظيفة وهو ماحدث بالفعل بطريقة دراماتيكية لايقدر عليها حتى هيتشكوك في أفلام الرعب

من بشاعة الحقيقة ليس هناك مايستطيع أن يبرر ظهور اللاعبين بهذا شكل سيئ ، وكأنهم لأول مرة يتعرفوا على لعبة جديدة إسمها كرة القدم ، لذلك كان من البديهي أن تظهر على السطح قضية العاهرات اللآتي قيل أن خمس لاعبين مثارين بطريقة غير طبيعية قد قضوا سهرتهم معهن وكان من نتيجتها سرقة متعلقاتهم ، ولأنه لايوجد أي تفسير فني منطقي يبرر ما حدث في مبارة أميركا من هذا الأداء الكارثة ، لم يكن هناك سوى قضية العاهرات التي نشرتها الصحف الجنوب أفريقية ونشرتها بعض المواقع الإخبارية العربية ومنها
اليوم السابع قبل عدة ساعات من بداية المبارة

لم يكن أمام رجل الشارع العادي سوى التعلق بهذا السبب ليكون هو المبرر الذي يستطيع به تبرير هذا الأداء الغير منطقي والغير مقنع ، القاهرة اليوم وعمرو أديب هو من إلتقط الخيط وصب جام غضبه على تلك الفضيحة من خلال ماكتبته الصحافة عن لاعبي مصر وحفلة العاهرات ، وإتهم عمرو أديب اللاعبين بسؤال إستنكاري لهم قال فيه " إيه مالكم حبكت في ليله الماتش تجيبوا عاهرات خلاص حايحيين للدرجة دي ؟" وعندما كان الحوار مع حسن شحاته قريباً من هذه الدرجة فمكان منه إلا أن قال منزعجا ساخطاً "يخرب بيوتكم" مغلقاً الخط في وجه أديب ، وقد أثارت الحلقة غضب كثيرين على مقدم البرنامج وتكونت مجموعة على الفيس بوك تستهجن تصرفات أديب

ولم أستطع مثل آخرين أن أشتري تلك القصة لثلاثة أسباب ، أولهم .. أنه مهما أوتين تِلكُن العاهرات من مهارة لن يستطعن أن يهددن حيل اللاعبين بهذا الشكل الذي رأيناه ، أما السبب الثاني فكان في صياغة الخبر ، فالخبر في الجريدة الأصلية مصاغ بطريقة تدفع الحرج بشكل تام عن جنوب أفريقيا وحالة السرقة التي تسيئ لها حيال تنظيم كأس العالم العام المقبل ، يبدأ
الخبر بجملة لاعبوا مصر الهائجين يصطحبون خمس فتيات عاهرات إلى غرفهن ليلا عقب مبارتهم في بطولة القارات ثم يبلغون بعد ذلك بسرقة مايعادل الفين وربعمائة دولار من غرفهم ، ويفيد الخبر قول أحد أفراد الحراسة أن هؤلاء اللاعبين أحضروا العاهرات وبعد أن تم سرقتهم أشاروا بأصابعهم القذرة على العاملين بالفندق ، وحول القضية لتمييز عنصري .. فقال إن العاملين بالفندق زنوج لذلك يتم وصفهم بالسارقين ، وصياغة بهذا الشكل تفيد بالأساس نفي تهمة السرقة وإن كانت قد حدثت فالسبب يأتي بداية من السوء الخلقي للاعبين المصريين ، السبب الثالث هو إفادة المتحدثة الرسمية بإسم الشرطة الوطنية سالي دي بيير بقولها أنها لم تكن حادثة سرقة بالمعنى الشامل حيث لم تتم حالة السرقة إلا على خمس لاعبين فقط ، ولا أعلم شيئاً عن حادثة العاهرات

ولكن لأنه لايوجد مايبرر الأداء المهزوز في المبارة الأخيرة ، فلم يكن أمام الكثيرين لصب جام غضبهم على الأداء غير المسئول والفضيحة سوى التمسك بفضيحة أشنع وأفظع وهي السهرات الحمراء للداعرات مع اللاعبين الساجدين على الملاعب الخضراء

وبعيداً عن تلك القصة ... أقول للمنتخب وبعد أن أهدتكم البرازيل الفوز بثلاثية نظيفة لن يكررها التاريخ على إيطاليا ، لو أردتم بكل قوتكم أن تقهروا مواطنيكم لما إستطعتم مثلما فعلتم بأقدامكم المشلولة بالأمس ... ياظلمة ، لقد بات المصريون والعرب ليلة سوداء

ومثلما رفعناكم للسماء في المبارتين السابقتين فمن الحق ومن العدل أن نخسف بكم الأرض ، هذه هي المعادلة وهذه هي اللعبة ... إذا أردتم أن تلعبوها ... يا جزم

************************

تحديث
نظراً لكتابة التدوينة بعد ثلاث ساعات من إنتهاء المبارة بما فيها إنفعال ، وبعد عدة تعليقات من القراء تستنكر نعت المنتخب بأحد الصفات المهينة في نهاية التدوينة وإحتراماً وتقديراً لهم .. أعتذر عن التوصيف وتم شطب النعت

Saturday, June 20, 2009

بورنو الإنتخابات .. والإستمناء



حضور جماهيري مكثف ونسبة تصويت غير مسبوقة



لبنان .. إيران .. المغرب ... ثلاث دول إشتركوا فيما بينهم خلال الإسبوعين الماضيين في شيئ واحد ألا وهو الإنتخابات ، وإختلفت الإنتخابات بينهم في نوعيتها وطريقة أدائها ونتائجها ، لبنان تمت فيها إنتخابات برلمانية ، وإيران إنتخابات رئاسية ، وأخيراً المغرب إنتخابات محليات أو بلدية ، ومابين المشرق والمغرب وفي تشبيه مقارب قرأته في إحدى التدوينات أصبحنا نتابع الإنتخابات ونشاهدها مثلما يشاهد الشباب العاجز عن الزواج أفلام البورنو ، نشاهد ونعجب وننتقد ثم نكتفي بالإستمناء دون ممارسة حقيقة ، هم يمارسون الفعل ونحن نمارس الخيال

لبنان .. جرت فيها إنتخابات برلمانية ومصر جرت فيها إنتخابات برلمانية .. والمشهد يحتم عليك إجراء مقارنة لامفر منها .. في لبنان التي تعيش على سطح صفيح ساخن من التعددية المذهبية والطائفية والإختلافات العميقة بين التيارات المتناحرة جرت إنتخابات نزيهة وحرة لم يتم فيها التلاعب بصوت واحد وبرغم سخونة الإنتخابات ومفاجاة النتيجة إلا ان الجميع تقبل النتيجة عن طيب خاطر وخرجت الأقلية راضية بالنتيجة ومرحبة بالتعاون مع الأغلبية من أجل مصلحة الدولة ، وفي مصر كان المشهد عبارة عن بلطجة وشراء أصوات وعشرين جنيه مقطوعة نصفين وكيس رز ، وعلبة عصير للجنة الإنتخابات ، وتصويت بأسماء أشخاص بعثت من قبورها لتنتخب وتعود إلى أكفانها في مظهر ديمقراطي لا تقدرعليه أعتى الديمقراطيات ، وتصويت متعدد في دوائر مختلفة لنفس الناخب وكأن الحبر الفسفوري هو أسيتون في الأصابع ، وحشد أجساد ممتلئة في أتوبيسات للتصويت مقابل نص يوم عمل ، وتتحول المصالح والهيئات الحكومية والمحافظات بمحافظينها إلى أمناء للحزب الحاكم ، والتصويت الجماعي وإعتقال المندوبين ، وإعتداء على قضاة ، وتهريج ومسخرة في فرز الأصوات حيث يعود زمن المعجزات بقدرة كونية خارقة فتصبح التسعة عشر ألفاً سبعة ألاف ويتحول عدد سبعة آلاف صوت إلى أربعة وعشرون ألفاً ياكفرة ، ومهما طال بي العمر لا أنسى صور من يتسلقون السلالم الخشبية في لجنة إنتخابية مقامة بإحدى المدارس في غفلة من الأمن ليقفذون من شبابيك دورات المياه كي يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم بعدما أغلق الأمن جميع الطرق المؤدية للجنة الإنتخابية لشعبية أحد المستقلين على مرشح الحزب الحاكم ، في كل بلاد العالم يدعون الناس للمشاركة الإنتخابية وعندنا الشعب يتسلق السلالم الخشبية ليصل للدور الأول على إرتفاع عدة أمتار ليقذف بجسده من شباك صغير ليدلي بصوته

المغرب .. جرت بها إنتخابات بلدية فاز بالأغلبية بها حزب جديد صغير لم يمر على إنشائه أكثر من عشرة أشهر إسمه الأصالة والمعاصرة ، وإن كان هناك شبهة دعم من الملك للحزب الجديد إلا أن هناك أحزاب اخرى حصلت على مقاعد بنسب متفاوتة .. وعندنا إنتخابات المحليات مسخرة بالفعل حيث حدث تأجيل لها لمدة عامان بعد هوجة نجاح مرشحوا الأخوان في الإنتخابات البرلمانية حتى يتم التخلص فيها من نشاط الأخوان بعد إعتقال قياداته ، إنتخابات شارك فيها حزب واحد فقط فأصبح مرشح الحزب ينافس مرشح الحزب ذاته ليصل الفساد إلى مابعد الرُكب بكثير

إيران .. وهذه حكاية أخرى أكاد أجن لها ... إيران جرت بها إنتخابات رئاسية ، وحتى يوم الإنتخابات لم يكن معلوماً ولامتوقعاً من الفائز بها بعكس إنتخابتنا الرئاسية ، وخرج الشعب إلى الشارع معترضاً على النتيجة وحتى تلك اللحظة ، مشككاً في حدوث تزوير والعالم كله على شفا جرف هاو لا يستطيع أن يأخذ موقفاً فهو يريد إثبات مادي واحد للتزوير في الإنتخابات .. إثبات واحد لايستطيع أن يجد دليلاً عليه سوى خروج الآلاف للشوارع .. ياخبر أبيض لايوجد إثبات واحد أو دليل واحد على التزوير في الإنتخابات في تلك الدولة القمعية ، وحتى الآن وجميع المرشحين ومندوبيهم لم يجد أي منهم إثبات مادي حقيقي على التزوير ، ونحن في إنتخابتنا ألف دليل في كل موقف .. يكفي فقط أن تقرأ التدوينات التي تابعت الإنتخابات وأثبتت التزوير بالأدلة المادية بالصور والفيديوهات ولم يحرك كل هذا ساكناً لننزل ونعترض جماعة ، لماذا ... لأننا مازلنا نكتفي بالإستمناء كعادة نحبذها سرية دائماً فتهدأ شهوتنا المزعجة المنتشية للديمقراطية ثم نأخذ حماماً دافئاً نزيل به ماأقدمت عليه قلوبنا من إشتهاء لممارسات يعرضها علينا أنجاس داعرين يقدمون لنا ديمقراطيات عارية .. حفظنا الله وحفظ مصرنا من كل عمل داعر ... بس عايزين نتجوز بأه .. نفسنا

Friday, June 19, 2009

في الخطاب العفن لخامنئي





فكرة أن تتحول المنابر الدينية لتوجيه خطب سياسية فكرة ديكتاتورية ، فالدين له منابره والسياسة لها منابرها ، وعندما تنطلق الخطبة السياسية من منبر ديني تجد نفسك تتعامل معها مثل الخطاب الديني ، فيجب عليك أن تؤمن بها ولا مجال لمناقشتها أو معارضتها ، السياسة لها دروبها ومسالكها وأرائها المتعددة والمتفقين والمختلفين معها والتعامل معها من على المنبر الديني يقيد تفنيدها وتحليلها التحليل السياسي ، ويعتبر الخروج عن الأطر المطروحة في الخطاب السياسي هو خروج على الخطاب الديني ، إذ لم يكن في بعض الأحوال خروج عن الدين ، مقبول أن تتنتاول الخطب الدينية قيم دينية أو قيم اخلاقية أو مناقشة مواضيع إجتماعية ، ولكن يجب أن تبتعد تماما عن السياسة .. فالسياسة قذرة وخصوصاً إذا كانت هناك أراء متنافسة ومتعارضة ، وهنا تكون للسياسة منابرها الخاصة بها

تعلمنا منذ الصغر أن خطبة الجمعة مقدسة ويجب الإنتباه لها ومن قال لمن بجواره أسكت فقد لغى ، أي قد شابت صلاته عيوباً ، واليوم يأتي لنا خامنئي ليلقي بخطبة جمعة محملة بجملة أكاذيب سياسية وسط حشود تهتف وتؤيد وتحمل صور القادة ، وتاهت صلاة الجمعة وخطبة الجمعة وتم إستغلالها أسوأ إستغلال في دغدغة مشاعر الحاضرين مستغلاً الجو الديني المحيط بخطابه السياسي

خطاب خامنئي يعود لعصور ولت منذ أزمنة ، فعندما يقول في نهاية خطابه أن إيران هي من تهتم بحقوق الإنسان وترفع لواء حقوق الإنسان لنا ألا نثق في أي كلمة يقولها ، فعندما يقول أن التخريب والشغب الذي حدث تم بواسطة جهات أجنبية ، نكتشف أن تلك هي نفس لغة الخطاب الديكتاتوري المعروف بالقلة المندسة والعناصر الأجنبية ، فعندما يقول أن خروج الشارع لرفض نتائج الإنتخابات هو بدعة لن يقبلها ، فهو يناقض نفسه فيوماً ما هو ونظام حكمه أتي من خلال هذا الشارع الذي خرج مطيحاً بدكتاتورية سابقيه ليأتي بهم حكاماً أسوأ ديكتاتورية

عندما ينعى الإصابات التي حدثت بقوات المتطوعين المعروف بإسم
الباسيج وهو يماثل المدنيين التي تستعين بهم أجهزة الشرطة في الدول القمعية لضرب المتظاهرين والتنكيل بهم ، وقد رأيناهم قوة مؤثرة ومنظمة بدراجتهم النارية وهرواتهم السوداء التي تنهال على النساء المتظاهرات بدون هوادة لتفريقهم ، عندما ينعى إصابتهم ويتناسى أن الغرف السفلية لقوات الأمن بها أكثر من سبعمائة معتقل يتم تعذيبهم والتنكيل بهم ، ومنهم مسؤولين ووزراء سابقين هو بذلك يجافي الحقيقة

عندما ينكر أن يكون قد حدث تزوير في إثنى عشر مليون صوتاً ، حيث أن التزوير يكون في مائة ألف صوت أو مائتين ألف صوت أو مليون صوت ولكن إثنى عشر مليون صوت أمر مستبعد ، لاينبغي أن يخرج مثل هذا الحديث من رأس الدولة فالتزوير تزوير .. صوت مثل ألف مثل مائة ، وقد خرجت المظاهرات تحت عنوان ثابت لايتغير "أين ذهب صوتي ؟" في تأكيد على تزوير الإنتخابات

عندما يهاجم الغرب بشراسة وبعنف غير مبرر بالرغم من تحفظ الغرب الزائد عن الحد في التعليق على الإنتخابات ، وتصريح أوباما نفسه بأن الإنتخابات الإيرانية شأن داخلي ، هو بذلك يخفي الحقائق ويلحق بالمتظاهرين تهمة أن تظاهرتهم يشوبها نوعاً من التدخل الأجنبي

عندما يفتقد اللياقة في الحديث ويشير من على منبر الجمعة إلى عهد بيل كلينتون بعهد زوج تلك المرأة يقصد هيلاري كلينتون ، هو بذلك ينزل لمستوى حقير في الخطاب

عندما يؤكد أن كل المرشحين هم تابعين لنظام الثورة الإسلامي ، ثم يتحدث بعد ذلك بلغة "نحن وهم" ، ويقصد بنحن هو وأحمدي نجاد ... أما هم فهم يقصد الآخرين الإصلاحيين ، هو بذلك يناقض نفسه بالحياد المزعوم تجاه جميع المرشحين

تلك هي المرة الأولى التي أتابع فيها خطابات أيات الله ، وللأسف وجدتها خطابات ديكتاتورية ركيكة غير محترفة تحمل منظور سياسي ضيق محمل بالأكاذيب و لوي للحقائق ، وأندهش كيف كل هؤلاء الهتيفة الحاضرين بالآلاف مغيبة عقولهم بهذا الشكل


Friday, June 12, 2009

قانون تحديد مقاعد للمرأة .. نكسة جديدة




على عكس الكثيرين ... إستقبلت بكثير من الضيق الأخبار المتواردة عن مشروع قانون وافق عليه مجلس الوزراء وتم رفعه إلى الرئيس حسني مبارك بتعديل بعض أحكام القانون لتخصيص مقاعد إضافية للمرأة في الانتخابات البرلمانية القادمة ، يُقال أنها تصل إلى 64 مقعداً بعد زيادة عدد الدوائر الإنتخابية 32 دائرة ، ويكون الترشيح فيها مقصوراً على النساء لإختيار سيدتين من كل دائرة

لا أرى أن مثل هذا القانون يعتبر دستورياً ، لأن الدساتير الحرة لا تميز بين أفرادها من حيث الجنس أو العقيدة أو اللون ، المفترض أن الناخب حر في إختيار من يمثله فلا يُفرض عليه أن ينتخب عامل أو فلاح أو إمراة ، المفترض أن الجميع سواسية ، وفي النهاية ينجح من يستحق ويجده الشعب ممثلا حقيقياً له

هذا القانون كارثة ولن يحقق للمرأة ماتتمناه وسوف يصبح مثل قانون نسبة الخمسين في المائة عمال وفلاحين والذي أفرزت نتائجه عن عاهات وأخرجت ممثلين حقيقين من تمثيل الشعب تمثيلا حقيقياً ، وهنا أنا لا أهاجم العمال والفلاحين بل أن لهم الحق فيمن يمثلهم في مجلس الشعب ، ولكن يجب أن يكون ذلك نابع من إرادتهم هم ، وهم ليسوا أقلية ليحتاجوا لقانون يحدد لهم نسبة بهذا الحجم لتمثلهم ، فالناخبين من العمال والفلاحين كُثر ولهم ثقل كبير وتكتلات قوية كفيلة حتى بزيادة نسبة ترشيحهم عن هذا العدد لو أرادوا دون قانون ، هذا قانون يقلل من حرية الفرد وينتقص من الديمقراطية ، فالطبيعي أن الملعب مفتوح للجميع دون قوانين تحدد نسب أو حد أدنى لعناصر بعينها

والمرأة تمثل تقريباً نصف عدد السكان ولها الحق فيمن تختاره ، ومادامت المرأة بتلك النسبة لم تستطع أن تفرض أعداداً مناسبة لتمثلها في المجلس النيابي ، فهذا يعني أنها ليست على قدر من المسئولية والوعي السياسي تكفل لها أن تمثل ناخبيها تمثيلاً حقيقياً ، لذلك سوف تبرز إنتخابات مجلس الشعب بعد التعديلات عن نساء لن يختلف أدائهن كثيراً عن بعض النواب الموتى في المجلس نتيجة كارثة نسبة الخمسين في المائة ، ولن يكون هناك تمثيل سياسي حقيقي للشعب رجالاً ونساءاً مادامت الرؤية في النهاية هي قيمة عددية

قلت أن هذا القانون غير دستوري ولكن ذلك من ناحية روح القانون ، أعلم أن التعديلات الدستورية المشئومة والمرفوضة جماهيرياً في عام 2007 قد عدلت المادة 62 الخاصة بإنتخاب نواب الشعب ليصبح هذا القانون دستورياً حيث كانت تنص قبل التعديل على أن

للمواطن حق الإنتخاب والترشيح وإبداء الرأي في الإستفتاء وفقاً لأحكام القانون ومساهمته في الحياة العامة واجب وطني

وتم تعديلها لتصبح

للمواطن حق الانتخاب وإبداء الرأي في الاستفتاء وفقا لأحكام القانون‏ ،‏ ومساهمته في الحياة العامة واجب وطني ‏،‏ وينظم القانون حق الترشيح لمجلسي الشعب والشوري ‏،‏ وفقا لأي نظام انتخابي يحدده‏ .‏ ويجوز أن يأخذ القانون بنظام يجمع بين النظام الفردي ونظام القوائم الحزبية بأية نسبة بينهما يحددها‏،‏ كما يجوز أن يتضمن حداً أدني لمشاركة المرأة في المجلسين‏

وهذه المادة وإن أعطت القانون المزمع إصداره قانونية دستورية من الناحية الشكلية ، إلا أنها لاتتفق مع روح الدستور في المادة الخامسة التي لا تجيز مباشرة أي نشاط سياسي بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل‏

وبصراحة أنا أعتبر أن هذا القانون ليس فيه قوة لشأن المرأة ولكنه يعتبر نكسة ووكسة للمرأة وخطوة للوراء ، فالمرأة التي لاتستطيع أن تحصل على حقوقها السياسية بطريقة حرة ومتساوية مع الرجال ، في نظام دستوري لايحد ولايحجم من نشاطها وتحتاج لقانون يساندها ، لا شك أنها لا تستحق مقعدها بل وتحتاج لكثير من الممارسة السياسية حتى تستطيع أن تحصل بجدارتها وبإرادة ناخبيها رجال ونساء على مقعدها وليس من خلال قانون عنصري ، ولايصح أن يصبح مجلس الشعب كمترو الأنفاق يتم فيه تخصيص عربات للسيدات فقط مثل تخصيص دوائر تترشح فيها النساء فقط ، ولن تمر سنوات كثيرة حتى يثبت لكم التاريخ والواقع صحة إعتقادي ، أقول قولي هذا ... وتصبحون على خير

Tuesday, June 09, 2009

زلّة متعمدة من وكالة الأسوشيتد برس





وبدأ اللوبي الصهيوني يعمل سريعاً على قتل روح الخطاب الأوبامي ، كل فرد في مجاله كبيراً كان أو صغيراً ، أسوشيتد برس وكالة أنباء عالمية لها ثقلها ، وبالرغم من ذلك عمدت على طمس هوية الجزء الهام في خطاب بوش والذي لايتوافق مع اهوائهم بحركة غبية كشفها بعض المتعاملين مع الإنترنت في عصر يصعب فيه طمس الحقائق


على تويتر بالأمس تم تبادل زلّة خطيرة للأسوشيتد برس عندما نقلت الوكالة النص الكامل لخطاب أوباما ، وقامت فيه بحذف جزء من أهم الأجزاء في فقرة الصراع العربي الإسرائيلي مقارنة بالنص الرسمي الكامل على موقع البيت الأبيض ، فبعد أن تكلم أوباما عن الهولوكوست والستة مليون ، حذفت الجزء الخاص بالفلسطينين وحقوقهم حتى النقطة الخاصة بالتسلح الإيراني ، وتم حذف المقطع الخاص بمحاولة التغلب على فقدان الثقة بين إيران وأميركا ، حتى الجزء الذي يؤكد فيه حرص أوباما على السعى من أجل عدم إمتلاك أى من الدول للأسلحة النووية

مانشرته أسوشيتد برس بالنص المقطوع كان كالآتي

لقد تم قتل 6 ملايين من اليهود ، يعنى أكثر من إجمالى عدد اليهود بين سكان إسرائيل اليوم . إن نفى هذه الحقيقة هو أمر لا أساس له وينم عن الجهل وبالغ الكراهية

Six million Jews were killed, more than the entire Jewish population of Israel today. Denying that fact is baseless. It is ignorant, and it is hateful.

ثم قفزت حتى أكملت

ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووى قد يدفع بالمنطقة الى طريق محفوف بالمخاطر


It's about preventing a nuclear arms race in the Middle East that could lead this region and the world down a hugely dangerous path

ومن الجزء الذي ألغته

أما من ناحية أخرى فلا يمكن نفى أن الشعب الفلسطينى ، مسلمين ومسيحيين ، قد عانوا أيضا فى سعيهم إلى إقامة وطن خاص لهم ، وقد تحمل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من ستين سنة ، حيث ينتظر العديد منهم فى الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة لكى يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن ، هذه الحياة التى لم يستطيعوا عيشها حتى الآن . يتحمل الفلسطينيون الإهانات اليومية ، صغيرة كانت أم كبيرة ، والتى هى ناتجة عن الإحتلال . وليس هناك أى شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ، ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهى تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم - تصفيق


On the other hand, it is also undeniable that the Palestinian people — Muslims and Christians — have suffered in pursuit of a homeland. For more than 60 years they’ve endured the pain of dislocation. Many wait in refugee camps in the West Bank, Gaza, and neighboring lands for a life of peace and security that they have never been able to lead. They endure the daily humiliations — large and small — that come with occupation. So let there be no doubt: The situation for the Palestinian people is intolerable. And America will not turn our backs on the legitimate Palestinian aspiration for dignity, opportunity, and a state of their own. (Applause.)


هنا النص المبتورعلى موقع ياهووو! نيوز نقلاً عن وكالة أسوشيتد برس ، وهنا النص الكامل الحقيقي على موقع البيت الأبيض ، وهنا الموقع الذي كشف الخداع

Monday, June 08, 2009

الديمقراطية





على الفيس بوك لقيت الصورة دي ، ده واحد في الثلاثينات من عمره أصغر مني بخمس سنين ، لما لقيت الصورة دي والأكاونت بتاعه على الفيس بوك .. مر من قدامي شريط فيه زكي بدر وعبد الحليم موسى وأحمد رشدي وحسن أبو باشا وحسن الألفي وحبيب العادلي ، إفتكرت وقفة النبوي إسماعيل بشعره وشاربه الأبيض في حديقة منزل الرئيس السادات ، والسادات يجلس أمامه على كرسي بامبو مدخناً البايب يستمع له وهو يعلن له نتائج الإستفتاءات وأيام تسعة وتسعين وتسعة من عشرة

لبنان بلد على صفيح ساخن وإكتوت بنار حرب أهلية بشعة لم ير التاريخ الحديث مثلها، وبلد بها طوائف وأقليات قلما توجد بلد في العالم مثلها ، وتدور بها إنتخابات برلمانية تقوم وسط جو مشحون وتباينات في المواقف بشكل عنيف ، ولايوجد بها رأي وسط ، شهدت إنتخابتها نسبة حضور تتعدى نصف الذين لهم حق التصويت وهي تعتبر نسبة حضور هائلة ولكني لاحظت الآتي

واحد : بالرغم من حدة الصراع إلا أنه لم تكن هناك مشاحنات ومشادات تكاد تذكر ولابلطجية

إثنين : لم يكن هناك تدخل أمني سياسي لصالح أو ضد أي مرشح أو نفوذ داخلي أو خارجي

ثلاثة : راقب الإنتخابات مجالس وهيئات دولية ومنظمات مجتمع مدني خارجية ولم يظهر من يقول أن هذا يعتبر تدخل خارجي

أربعة : بالرغم من أن غالبية المقاعد كانت من نصيب الموالاة إلا أن المعارضة وعلى رأسها الحزب الديني حزب الله أقرت بالنتيجة وقالت أنها تحترم ماتقوله صناديق الإقتراع

خمسة : الديمقراطية في بلد صغير مثل لبنان تجعل وزير الداخلية زياد بارود والمنشورة صورته في الأعلى يعلن ماقالته صناديق الإقتراع دون القدرة على المساس أو العبث بأي صوت

إذن مهمة وزير الداخلية والأمن في بلد يعاني من إختلافات سياسية واسعة بين قياداته وصراعات طائفية مزمنة بين مواطنيه ، مهمة ليست بالعصيبة ولاتحتاج لشوارب بيضاء وأكتاف تحمل نسور ودبابير وسيوف ووجوه خشنة قاسية ، فقط تحتاج ديمقراطية


والسؤال الآن : متى نرى صفحة لوزير الداخلية على الفيس بوك نكتب له فيها على الحائط ونقذف له بالزهور ونرسل له الهدايا ونطبع له القبلات الساخنة ونهنئه بعيد ميلاده ويجرى إختبارات الفيس بوك وأهمها إختبار كم أنت مثير ؟

والسؤال الحقوقي : ياترى كم من حاصل على ليسانس حقوق في بلدنا من طموحاته عندما يكون عمره 37 سنة أن يكون وزيراً للداخلية ؟

الصورة : فتحي أبو العز

Sunday, June 07, 2009

أيها المدونون .. إرحمونا





بصراحة أنا دمي محروق من مجموعة المدونين اللي واخدين جانب الهجوم على زيارة أوباما ، بالطبع كل واحد حر في رأيه وطريقة تفكيره ، ولكن هذا الهجوم أنا شايفه زائد عن الحد وواخد جانب إنفعالي وسخرية لامنطقية حتى قبل الزيارة وقبل إلقاء الخطاب ، وأصبح همهم الشاغل هو إلتقاط كل كبيرة وصغيرة وإستغلالها للإنتقاص من الرجل ، فلنعود بالذاكرة المنسية لبضعة شهور مضت عندما كانت آلة الحرب الإسرائيلية تدك الفلسطينين ، ونحن ليس لنا سوى قلة الحيلة والهوان ، نهذي كالمجانين ولانفعل شيئاً وننتظر اللحظة التي تتعطف علينا بها إسرائيل لوقف القذف الإجرامي ، فتخرج علينا القيادة الإسرائيلية لتخبرنا أنها ليست متعجلة على إنتهاء الحرب حتى تنتهي من مهمتها ، ولايستطيع العالم كله أن يفعل شيئاً إلا الإنذياع للغطرسة الإسرائيلية ، لماذا ننسى كونداليزا رايس وتواطئ القيادة الأميركية السابقة القذر ؟ أعتقد أن هذا السيناريو يصعب تكراره بفظاعته وبشاعته في عصر هذا الرجل إذا تعاملنا مع المعطيات بجدية أكثر وبذكاء سياسي ناضج

نتحدث بكل إنبهار عن اللوبي الصهيوني وكيف يؤثر في العالم أجمع ، ولانتعلم منه كيف نستغل الفرص بعد أن أثبتنا تفوقنا وريادتنا في إهدار كل الفرص ، إسرائيل تعاني وتتشكك كثيرا في عرشها الذي يتذبذب في موقف لم يكن أشد المتشائمين منهم يتوقع نصفه ، تلك القيادة التي تحاول بذكاء تحييد الرجل ، فأصدرت القيادة رد فعل سياسي محنك على الخطاب يخالف ماجرى من ردود أفعالهم في
غرفهم المغلقة من تشكك وتوتر ، وحاولت جس نبض أوباما بعد الخطاب مباشرة للتأكد من حقيقة نواياه وأعلنت أن هناك إتفاق غير معلن مع الإدارة السابقة في عدم التعرض للتوسع في بناء المستوطنات فما كان هيلاري كلينتون إلا أنها أعلنت أنها لاتعرف عن مثل تلك الإتفاقات الشفهية ، وحتى لو وجدت فهي ليست ملزمة

فليكن أوباما منافق ومخادع وكاذب ودجال ، ماذا لديكم بعد أن نخسر الرجل وتستميله إسرائيل ؟ أؤكد لكم أنكم سوف تكونوا أول من يهب لينوح ويولول لتؤكدوا على صحة حدسكم ، ولنفقد نحن فرصة لم ولن تتكرر في شخص يأتي ببداية جديدة وله من الشعبية مايجعل إسرائيل تتخبط ولاتدري ماذا تفعل وعلى رأسها صقر من صقور اليمين يحاول أي يتحين أي فرصة لهدم هذا التقارب

قال الرجل أن روابطنا مع إسرائيل متينة وماله ماغيره قال كده ؟ ولكن هل تتوقف الحياة عن هذا التصريح ، ليس من المفترض أن يأتي أوباما لنا خالعاً ملابسه الداخلية ، يظهر الرجل لنا أصبعه فلا نريد إلا الذراع كاملاً


قليل من الموضوعية وكفانا سواد ، فلا يجب أن نغلق عقولنا على أفكاركم اليسارية أو التوجهات الأنتي أميركان بإعتبارها مقدسات ، فتهيساتكم العرباوية لن تحل شيئاً حتى لو كتبتم عشر تدوينات في اليوم الواحد .. إرحمونا

هذه التدوينة تنبع من حرية التعبير على أراء الآخرين والمجال مفتوح للجميع للرد

Friday, June 05, 2009

نظرة على خطاب أوباما



© Photo Copyright : Current News

تأنقت القاهرة بالأمس وتألقت وبدت في أجمل صورها بعد أن أزالت عنها القبح الذي يسيطر على شوارعها عبر سنوات طوال من الإهمال ، يوم القاهرة بالأمس كان يوم أوباما ... ذكرنا هذا اليوم بأيام السادات وزيارات رؤساء أمريكا ذات الطابع الإحتفائي مع بعض الفروق ، أهمها أن زيارات رؤساء مثل نيكسون وكارتر كانت زيارات شعبية يطوف بهما السادات كعادته الإحتفائية في جولاته شوارع القاهرة وذلك بتحية المواطنين المصطفين على جانبي الطريق ، وهي العادة التي ألغاها حسني مبارك لخطورتها الأمنية ، منذ عهد حسني مبارك إختفت تلك الزيارات الإحتفائية وأصبحت ذات طابع رسمي بإستثناء زيارة واحدة لم يشعر بها المصريين عندما قام بيل كلينتون بزيارة للنصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر في واحدة من زياراته وكان ذلك بعد منتصف الليل ، وأتذكر كم كان كلينتون مبهوراً بروعة النصب وجلاله وهم يضم بين جوانبه قبر الزعيم الراحل أنور السادات ، كان إنبهار زيارات نيكسون وكارتر نابعة من كم الشعب المصري المصطف على جانبي الطريق لتحيتهم ، وكمية الحب التي يكنها المصريون لهم من وجهة نظرهم ، ونجح الإعلام المصري في تسويق تلك الزيارات للشعب المصري ، وإن كانت زيارة كارتر تتمتع بجاذبية خاصة نتيجة خصوصية العلاقة بين كل السادات وكارتر ومنها أصبح الشعب المصري وقتها يكن وداً كبيراً لجيمي كارتر


زيارة الرئيس الاميركي جيمي كارتر


زيارة الرئيس الاميركي نيكسون


زيارة أوباما بالأمس لم تكن شعبية نتيجة غلق جميع الطرق المؤدية لأماكن زيارته في مسجد السلطان حسن وهضبة الأهرام ، ولكنها إقتصرت على بضعة آلاف من صفوة المجتمع المصري والعربي والإسلامي في لقاء جامعة القاهرة ، شعر المصريون بالأمس بكاريزما الرئيس أوباما عن قرب تلك الكاريزما التي وصلت إلى أعلى معدلاتها أثناء الخمس دقائق الأولى من خطابه ، تلك الفقرة العاطفية التي نجحت إمتلاك قلوب وعقول المستمعين بشكل كبير حتى الرافضين للزيارة صمت تفكيرهم وقلقوا على مواقفهم ، حتى عاد منحنى الإنبهار في التراجع عندما بدأ أوباما في الحديث على النقاط السبعة ، تلك النقاط التي تعتبر سياسة ومنهاج عمل الرئيس حتى نهاية ولايته ، وتنقسم النقاط السبعة بالترتيب إلى مجموعتين مجموعة خاصة بالتوتر ومجموعة خاصة بالمواضيع المشتركة ، التوتر برز في النقاط الثلاثة الأولى ، وهي التطرف الديني ، الصراع العربي الإسرائيلي ، الإنتشار النووي ، أما المواضيع المشتركة من وجهة نظره فكانت في الأربع نقاط التالية ، وهي الديمقراطية ومصالح الشعوب ، الحرية الدينية ، حقوق المرأة ، التنمية الإقتصادية



النقاط السبعة


لم يكن ترتيب النقاط عشوائياً من ناحية الأهمية ، النقطة الأولى وهي محاربة التطرف الكلمة البديلة عن الكلمة سيئة السمعة التي كان يستخدمها سلفه وهي الإرهاب ، أصيب المستمعون بخيبة أمل عندما إحتلت تلك القضية قمة الإهتمامات ، تذكرت وقتها جورج بوش الإبن في بداية عهده عندما أوفد بوزير خارجيته كولن باول ليؤكد لنا على خطورة العراق وصدام حسين وأخذ المسؤولون يضربون كفاً على كف ، نحن نحدثه عن القضية الفلسطينية وصلف إسرائيل وهم مُصّرين على أن التهديد الرئيسي قادم من العراق ، وكذلك ماأشبه اليوم بالبارحة فالتطرف الديني لا يمثل لنا أولوية أساسية ، ولكن أوباما هنا لايغفل المجتمع الأميركي الذي يعتبر أن التطرف هو المشكلة الأساسية التي تهدد أمنه ، ومن هنا يمكن إعتبار أن أفغانستان وحكومة طالبان تقف على أولويات أوباما وهو يؤكد على ماصرح به مسبقاً في خطاب التنصيب

ثم جاءت النقطة الثانية وتنفس الجميع الصعداء وإستمعوا مشدوهين عندما تحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وبالرغم من محاولته التوازن في حديثه عن القضية إلا أنه وضع إسرائيل في الحسبان عندما بدأ النقطة بنقده للفلسطينين ومقاومتهم بقوله أنه يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف حيث أن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي الى النجاح ، وأرضى إسرائيل أكثر عندما كرر الإسطوانة المشروخة التي تبيعها إسرائيل للعالم يومياً من مقولة أن إطلاق الصواريخ على الأطفال الاسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو القوة ، خيبة أمل أخرى من الخطاب خيمت على المستمعين بإستثناء مجموعة المصفقين بدون تمعن في الكلمات قبل أن يقر أوباما بكلمات مبتورة بأن كثير من الأسرائيلين يدركون أن دولة فلسطينية أمر ضروري ، وهكذا مرت النقطة التي نعتبرها أساسية ورئيسية ومادونها هوامش في خطابه على هذا المنوال ، لينطلق إلى باقي النقاط التي تفقد كثير من أهميتها بعد هذا الحديث المبتور عن الصراع العربي الفلسطيني

النقطة الثالثة وهي الإنتشار النووي ، وهي نقطة لاتهمنا طالما لم يتطرق الحديث عن القوة النووية الإسرائيلية ، بل ويعتقد البعض أن الحديث عن إنتقاد إتجاه إيران النووي فيه غبن وإجحاف كثيرين في ظل وجود دولة إستعمارية نووية على بعد أميال من حدودنا الشمالية الشرقية ، لذلك إعتبر الكثيرين أن تلك الفقرة فرصة للتثاؤب وبدايات للشعور بالملل

النقطة الرابعة وهي الديمقراطية ومصالح الشعوب جاءت باهتة فلم يستخدم فيها الخطاب الحماسي الذي أبداه سلفه نحو نشر الديمقراطية ، حيث أكد أوباما أنه لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي لها أن تفرض نظاماً للحكم على أية دولة أخرى ولكنه سوف يرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة ، وهنا ليست لنا وقفة واحدة بل وقفتين ، كلتاهما مع الدولة الفلسطينية عندما رفضت إدارة بوش في بداية حكمها التعامل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأصرت على فكرة إختيار رئيس للوزراء يكون هو المتحدث الرسمي للشعب الفلسطيني مثلما هو الحال في إسرائيل تفاديا للتعامل مع الرئيس المنتخب ياسر عرفات ، فظهرت صورة باهتة من رؤساء الوزراء متمثلة في أبو علاء وأبو مازن ، وعندما توفى ياسر عرفات وحل مكانه أبو مازن وظهرت حكومة منتخبة من جبهة حماس يرأسها إسماعيل هنية ، رفضت أميركا التعامل معها والإعتراف بها وعادت للنظام القديم بالتعامل مع رئيس الجمهورية ، وهنا نقول لو أن أوباما صادق فيما يقوله بأنه يرحب بالتعامل مع الحكومات السلمية المنتخبة فعليه أن يتجرع كأس التعامل مع حماس مع بعض قطرات من الليمون

النقطة الخامسة وهي عن الحرية الدينية وأشار فيها إلى ان التعددية الدينية ثروة يجب الحفاظ عليها وتشمل الأقباط في مصر والموارنة في لبنان ، وإندهشت لأني أول مرة أعلم أن الموارنة أقلية مضطهدة في لبنان بالرغم من أن القانون ينص على أن الرئيس اللبناني يكون من الموارنة وهم لهم مايقارب الثلث في المجلس النيابي بنسبة تعادل تعدادهم

النقطة السادسة وهي حقوق المرأة وهي نقطة مُقحمة لا أجد لها محل من الإعراب في خطاب المفترض أنه موجه للعالم الإسلامي ، وإن أعجبني تأكيده على أن المرأة المحجبة لايجب إعتبارها أقل شأناً ، وتلك نقطة فيما يبدو أنها تخصهم هم وغالبا فرنسا ، فنحن لانعاني من هذه النظرة وإن كنا أصبحنا نعاني من نقيضها

النقطة السابعة والأخيرة وهي عن التنمية الإقتصادية وفيها داعب أوباما مشاعرنا العاطفية وهو ينهي خطابه مثلما بدأه بالشكل العاطفي ، مؤكداً أن المجتمعات الاسلامية أثبتت منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركز الطليعة في الإبتكار والتعليم

إنتهى الخطاب ورحل أوباما ... وقامت هيئة نظافة وتجميل القاهرة بإزالة قصاري الزرع من الطرقات إستعداداً لزيارة قادمة

***********************

تباينت ردود الأفعال حول خطاب أوباما سواء بموضوعية أو بغير موضوعية تبعا لإنتمائتهم السياسية ، ولكي نستطيع الحكم على الخطاب يجب النظر له بحيادية كبيرة مع وضع بعض النقاط في الحسبان أولها

أولاً : أوباما ليس هو الإمام الأكبر ولا رئيس رابطة العالم الإسلامي ، ويجب ألا ننتظر من الخطاب أن يعلن أوباما إسلامه

ثانياً : خطاب أوباما لن نسمعه نحن فقط فهناك إسرائيل وهناك الناخب الأمريكي وهناك رأي العالم الغربي في ظل تهديدات القاعدة ، لذلك يجب ألا يغفل الخطاب ذلك

ثالثاً : لكي يتم تقييم الخطاب يجب النظر في طريقة التعامل السابقة لأسلافه ومامدى الحال والهوان الذي وصلنا له في علاقاتنا معهم

رابعاً : لن يأتي الرجل ليقدم لنا الحلول والمساعدات ويرحل ، فهو ليس بابا نويل ولا روبين هود ، فالعلاقة متبادلة أن تأخذ وتعطي أن تمنح وتهب

خامساً : نحن أمة إستهلاكية مفككة وليس لها أي تأثير ولا ثقل دولي لا في مجال علمي أو تكنولوجي أو عسكري أو إقتصادي

وإذا تم أخذ الأمور السابقة في الحسبان فالخطاب قد يتعدى تقييمه ثمانية من عشرة ، وبعيداً عن الخمسة أمور السابقة أستطيع أن أقيّم خطاب أوباما بأنه لايساوي أكثر من أربعة من عشرة

Wednesday, June 03, 2009

من حوارات الكبار - 5



الجنس .. بين الحب والرغبة


©Painting Photo Copyright : Michael Kulick



هي
: أنا مستغربة جداً إن فيه علاقات زوجية يسودها الحب وتصاب بالفشل التام في العلاقات الخاصة ؟

أنا : وماهي علاقة الحب بالجنس ؟

هي : نعم !!! ؟

أنا : ممكن تكوني مستغربة عشان إنتي إمرأة .. لكن هاشرحلك .. لاشك أن علاقة الحب بين الزوجين في بعض الأحيان قد تؤثر في أداء العلاقة الجنسية فتتحسن بزيادة أواصر الحب وتسوء بسوءها ، ولكني دعيني أؤكد لك أن هذا المؤثر ضعيف جيد وغير رئيسي في نجاح العلاقة الجنسية خصوصاً عند الرجل

هي : مش مقتنعة

أنا : هاوضحلك أكتر .. المحرك الرئيسي للعلاقة الجنسية هو الشهوة أو الرغبة وليس الحب ، والشهوة تقوم على مؤثرات كثيرة يلعب الحب فيها دور ضعيف جداً ، فبالنسبة للرجل تثار شهوته بسهولة من أمور حسية تتمثل في جمال خاص للمرأة وجسدها وحديثها وإيمائتها ، والمرأة مراكز الإثارة والرغبة لديها تثار من أمور أخرى أصعب وأعقد من الرجل فالجمال في الرجل ليس عنصر أساسي ومقاييس الجمال عندها تختلف وتتباين بشكل كبير ، فقد يكون الرجل قوي الشخصية والحنون والمتأنق والمتروي لها تأثيرات كثيرة عليها .. وإذا تحدثنا عن عنصر الحب كعامل جذب جنسي فإنه قد يظهر بشكل أوضح وأهم في المرأة عن الرجل

هي : يبقى الحب برده له تأثير

أنا : هو عامل غير مؤثر بشكل كبير .. مثلا الرجل يحب أمه أو أخته ولكنه لايثار جنسيا مثلا لأن مراكزالرغبة عنده تتعامل مع مؤثرات أخرى غير الحب

هي : طيب لو الرغبة مش موجودة .. ماينفعش يكون فيه علاقة جنسية ؟

أنا : من نعم ربنا علينا إنه خلق لدينا الرغبة .. ولولا وجود الرغبة لكانت العلاقة الجنسية من أكثر الأمور المثيرة للإشمئزاز والتقزز ولن يقربها أحد وسوف تصبح نوعاً من التعذيب ، فبالرغم من أن العلاقة الجنسية تتم من خلال تواصل في مناطق غير مألوفة ومواطن في الأمور العادية تصبح كريهة .. إلا أن الله خلق الرغبة بداخلنا فجعلت الأمور التي يعف عنها الإنسان ويتجنبها هي أكثر الأمور إثارة وشهوة

هي : طيب وليه فيه علاقات جنسية فاشلة بين زوجين متحابين ؟

أنا : ده كان سؤالك الأول ونرجع له تاني .. نجاح العلاقة الجنسية وفشلها يعود بالأساس على حالة الرغبة والشهوة بداخل الإنسان ، وهي تختلف من شخص لآخر .. فهناك البارد جنسيا بطبيعته وذلك الشخص غالبا ماينفر من العملية الجنسية ويزهدها إلى حد كبير ، وهناك الشخص الشهواني الذي تشغل الرغبة عنده حيز كبير جدا في تفكيره وحياته وكثير من تصرفاته فتصبح دائما هي شغله الشاغل ، ومابين تلك الحالتين المتطرفتين توجد الرغبة بنسبتها المعقولة التي تسمح للشخص بممارسة العلاقة الجنسية وحياته العادية بدرجة عقلانية ومتوازنة ولا يؤثر جزء منها على الآخر ، فإذا كانت الرغبة لدي الزوجين من الحالة المتوسطة كانت العلاقة ناجحة بشكل كبير ومتوازنة وزادها الحب والعاطفة توهجاً وتألقاً وجمالاً ، وإذا كان الرغبة لدى أحد الطرفين مبالغ فيها بالزيادة أو النقصان كان هذا مؤشراً على فشل العلاقة ، ويستثنى من ذلك إذا كان الطرفين من أصحاب الرغبة الزائدة هنا قد تنجح حياتهما الجنسية وتفشل حياتهما الإجتماعية

هي
: ممكن كلامك ده كمان يفسر علاقة زوجية بين إثنين مابيحبوش بعض بس تكتشف إن علاقتهم الزوجية ناجحة

أنا : طبعا وإن كان ده سهل مع الرجل أكثر من المرأة فطبيعة المرأة تجعل ممارستها الجنس في جو من عدم الود فيه نوع من الصعوبة وإن كانت لاتصل لحالة الفشل

هي : يعني نقدر نقول في الآخر حالة العلاقة الجنسية دي مؤشر لإيه ؟

أنا : لايجب أن نحمل العلاقة الجنسية ونجاحها أو فشلها أكثر من حجمها ، فتلك العلاقة حساسة جداً والرغبة فيها تتأثر بأمور كثيرة جداً ومتشعبة ، فهناك إمرأة تشك كثيراً في عاطفة زوجها المحب عند فشل العلاقة الخاصة ، وهناك رجل ينتهي العالم عنده عند فشل علاقته الخاصة

هي : بس الرجل عنده حل للمشكلة دي بالأدوية ؟

أنا : قصدك حبوب فايزر الزرقاء وماشابها ، هذه حبوب مزيفة ويعلم الرجال ذلك فتلك الحبوب لاتشعل ولاتزيد الرغبة شبه المعدومة عند الرجل في الممارسة ، لأنها لاتعمل على مراكز الرغبة الجنسية ، ولكنها فقط تعمل تغير فسيولوجي حيث تسهل عملية تدفق الدم في الأنسجة الكهفية الأسفنجية فيحدث الإنتصاب ، ولكن الرغبة أو الشهوة هي كماهي ، لذلك تلك الأدوية تدفع الحرج فقط عن الرجل

هي : أول مرة أعرف الحكاية دي

أنا : إيه اللي إنتي رمتيه بعيد ده ؟

هي : أبداً .. كنت باوسع الأنسجة الكهفية الأسفنجية للأرض .. وقوم روّح بأه

------------------------------

إقرأ من حوارات الكبار السابقة

Monday, June 01, 2009

جعفر نميري .. رجل من الماضي





معلومات كثير منا عن جعفر النميري لاتتعدى عن أنه كان رئيس سوداني سابق ، فكثير لم يعاصروا هذا الرئيس وبالتالي لاتوجد معلومات كثيرة حاضرة نتيجة معاصرة فترة حكمه ، وحيث أني عاصرت فترة كبيرة من حكم الرئيس السوداني فقد حضرتني بعض الذكريات عن هذا الرجل عقب سماع نبأ رحيله

السودان في فترة من الفترات لم يكن يُعرف عنها سوف أنها جعفر النميري ، حيث طالت مدة حكمه عقب إنقلابه العسكري عام تسعة وستين حتى الإنقلاب عليه الإطاحة به عام خمسة وثمانين ، وبذلك عاصر الرجل طوال فترة حكمه رؤساء مصر الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك ، إختلفت الأراء حول جعفر النميري فمنهم من وجده حاكم ديكتاتور طاغية ، ومنهم من وجد فيه رجل سياسة محنك

يحظى جعفر النميري في مصر بود كبير لعل أبرزه كان نتاج موقفه الرائع في فترة سخيفة في تاريخ مصر ، عندما قطعت جميع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ، وكان هو الزعيم الوحيد الذي وقف ضد قرارات مايسمى بجبهة الصمود والتصدي بقطع العلاقات مع مصر ونقل مقر جامعة الدول العربية حينذاك من مصر إلى تونس ، هذا القرار الذي إستمر قرابة عشر سنوات عقب زيارة أنور السادات للكنيست الإسرائيلي ثم توقيع إتفاقية السلام وحتى عام سبعة وثمانين ، كانت السودان هي الدولة الوحيدة التي وقفت بجوار مصر من العزلة وتبعتها في نفس الوقت مخالفا للإجماع العربي سلطنة عُمان بقيادة السلطان قابوس

من أهم إنجازات جعفر النميري الداخلية هو وأد الحرب الأهلية التي كادت أن تندلع بين الشمال والجنوب بعد ثلاث سنوات من توليه الحكم ، وفي عهده كانت العلاقات بين مصر والسودان في أقوى وأمتن روابطها وخاصة قبيل نهاية حكم أنور السادات ، عندما ظهر مايسمى بمشروع التكامل المصري السوداني ، يومها أصبح الإنتقال بين مصر والسودان بالبطاقات الشخصية ، ولم نعرف مشكلات مثل حلايب وشلاتين ، لم تظهر قيمة فترة حكم النميري إلا عندما ظهر عُمر البشير الذي عرف بكرهه الشديد للقاهرة وعمل على تقييد وإنهاء العلاقة الخاصة بين مصر والسودان ، وإستولى على مقرات جامعة القاهرة في السودان وطرد أعضاء هيئة التدريس منها ، بالإضافة إلى شبهة تورطه الغير مباشرة في محاولة إغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا أثناء القمة الإفريقية ، تلك القمة التي كان يشيد بها مبارك ويضرب بها المثل من ناحية التوقيت وإلتزام الزعماء الأفارقة بإنعقادها في مارس من كل عام ، ولايغيب عنها أي من الزعماء الأفارقة وكان مبارك حريص كل الحرص على مشاركته فيها كل عام ولم يحضرها بعد تلك المحاولة الفاشلة لإغتياله بإستثناء المرة التي تم إنعقادها في القاهرة

تفككت كل أواصر العلاقات الخاصة التي تجمع بين مصر والسودان عقب الإطاحة بجعفر النميري ، ووقتها أدرك كثيرين أهمية وقيمة زعيم مثل النميري بعدما ظهرت مشكلات الحدود بين مصر والسودان على منطقتي حلايب وشلاتين ، وظهرت عند السودانين النعرة القومية الزائفة نتيجة تضليل القيادة السودانية لحقيقة الأمور آنذاك

أتذكر قبل أشهر من الإطاحة بجعفر النميري ، كان أنيس منصور الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة إكتوبر ، رأس تحرير مجلة إسبوعية إسمها وادي النيل تعتني بالشأن المصري السوداني ، وبعد أربعة شهور من إصدارها تمت الإطاحة بجعفر النميري ، وفي اليوم التالي اتذكر مقال أنيس منصور بالأهرام عندما كانت أولى كلمات مقاله ورحل الديكتاتور ، وقتها أصبت بحالة من اللبس وعدم الفهم ، فتلك هي المرة الأولى التي اسمع فيها أن النميري ديكتاتوراً ، وكيف بكاتب كبير مثل أنيس منصور يرأس تحرير ويكتب أسبوعياً في مجلة تختص بالشأن السوداني يشيد دوماً بجعفر النميري والتكامل المصري السوداني يتحول بين ليلة وضحاها إلى النقيض ، وكانت تلك أولى مراحل فقد الثقة فيما يكتبه كبار الكتاب

إرتبط أيضا إسم جعفر النميري بزعيم محبب إلى الجميع ألا وهو قائد الإنقلاب الذي أطاح به ، الفريق سوار الذهب الذي لن تجود بلادنا بمثله ، هذا الرجل الذي أطاح بالنميري في إنقلاب عسكري وعد بترك الحكم في خلال عام عقب إجراء إنتخابات ديمقراطية لإختيار رئيس جديد ، وعلى غير العادة وعد الرجل فأوفى ، ولأننا شعوب لاتعرف كيف تمارس الديمقراطية تحولت السودان سريعاً عقب ترك سوار الذهب الحكم بكامل إرادته إلى دولة ديكتاتورية في أبشع صورها ، وتربع رئيسها الحالي على عرش أكثر الحكام ديكتاتورية في العالم

تأثرت كثيراً في مشهد نادر الحدوث أمس عندما شاهدت الفريق سوار الذهب الذي أطاح بجعفر النميري يوماً ما ، وهو ينعي النميري ويترحم على إنجازاته وما فعله لوطنه وكيف يشيد به بكل حب وتقدير

جعفر النميري .. رئيس سوداني كان له شأن عظيم وكانت السودان في عهده ذات شأن ، كانت له قرارات هامة ذات بعد سياسي عميق وليست عنتريات هوجاء ، مثل عدم الإستجابة للإجماع العربي بقطع العلاقات مع مصر ، أو تورطه في تسفير يهود الحبشة أو مايسمى بالفلاشا إلى إسرائيل في واحدة من سقطاته ، أجبرت هذه القرارات الآخرين على إحترامه بالرغم من مخالفتهم إياه ، ولم يتورط يوماً ما في تطهير عرقي بالرغم من خلافه مع قيادات الجنوب السوداني ، ولم يتكاتف يوما العالم الغربي ضده ، ولم تطلبه يوماً محكمة دولية لمحاكمته

رحم الله رجل من الماضي .. إستضافته مصر لمدة خمسة عشر عاماً في منفاه الإختياري ، قبل عودته عام ألفين في إستقبال رسمي وشعبي حافل بعدما أدركوا قيمته مثلما حدث مع أنور السادات مع الفارق أنه تم إدراك قيمة السادات عقب رحليه

**********************

في الشأن السوداني إقرأ : عمر البشير .. إلى مزبلة التاريخ