Friday, October 31, 2008

هواء بارد

هواء بارد



كانت تسير بالشارع الخالي من المارة بين أشجار المعادي تتجه بأنظارها ناحية الفيلا التي يعمل بها ، لعلها تستطيع أن تراه من خلال نافذة مكتبه ، إكتفت بأشباح خيلاته بعدما تيقنت أنها له


هواء بارد ... قصة نسائية جديدة في أجواء شتوية في نضارة شمس

Thursday, October 30, 2008

المدونون ... والجايكو



المدونون ... والجايكو



ومازالت التطويرات تجذب دراويش النت فبعد البلوجر والتويتر والفيس بوك .. يأتي الجايكو كوسيلة سريعة وفعالة لنقل المعلومات والحوارات السريعة في نفس الوقت ليتبادلها المشتركون لحظيا سواء متصلين بالنت أو غير متصلين .. حاجة أشبه بالجزيرة موبايل بس اللي بيكتب الأخبار هم أصدقائك سواء مدونون أو غير مدونون وتستقبل كتابتهم القصيرة سواء متصل عن طريق الكومبيوتر أو الموبايل ومنهم تتواصل وتعلق ويظهر تعليقك للآخرين .. الجايكو أشبه بالتويتر ولكن فعاليته أنه ينقل تعليقات أصدقائك على مواضيع أصدقاء آخرين عن طريق الموبايل

الليلة كان هناك نقاش موسع حول قضيتين هامتين ... الأولى كانت عن قضية تبادل الزوجات والتصنيف القانوني لها والوضع الحقوقي لكسر الخصوصية التي صاحبت عملية التحريات ، وأنها ضد الحقوق الشخصية وتوقعات بالموقف العام للقضية شارك فيها أكثر من عشرين مدون ، والقضية الثانية كانت عن ظهور سيدة في برنامج تسعين دقيقة تدعي أنها محامية نهى رشدي في قضية التحرش ، وتتهم نهى بأن القضية مفتعلة والموقف كان عبارة مشاجرة وتبادل سباب فلجأت لتلفيق القضية ، وأن نهى لها سابقة إدعاء بالتحرش من فرنسا ، وأنها إسرائيلية تنتمي لعرب 48 ، وسوف تقدم بلاغ للنائب العام باكر ، وتخطت التعليقات خمسون تعليقا في فترة زمنية بسيطة .. يبدو أن الجايكو سوف يعيد تشكيل الرأي العام في الفترة القادمة .. وأصبح الجايكو الذي ظل صامتاً لأكثر من عام ونصف مكان للإلتقاء التخيلي مع كبار المدونين و ... إنتظروا الجايكو كمصدر جديد وسريع للأخبار



**********************


تحديث سريع : أسرع طريقة للإشتراك بالجايكو .. عن طريق الدعوة من خلال صديق عن طريق الميل ، نفس فكرة الإشتراك في الجيميل زمان .. من يريد دعوة يرسل لي أو لأحد اصدقائه المشتركين عنوان بريده الإلكتروني على الإيميل

Sunday, October 26, 2008

تعريفات وتصنيفات ... خدش الحياء والتحرش وهتك العرض وغيرها



©Image Copyright by : Heba Shehab


ياترى إيه هو الفرق بين هتك العرض والتحرش والفعل الفاضح والكلام ده ؟؟
سؤال يختلط علينا تحديد التعريفات والفوارق بين كل منهم ، والأتي هو محاولة للتصنيف أرجو ان تكون على جانب كبير من الصحة

أولاً : خدش الحياء

هو أي فعل أو قول أو إشارة تنزع إليه الشهوة من القبائح وتعمل على تغير وإنكسار وإنقباض النفس للمتلقي على غير هواه ، وهذا الفعل لايصل إلى المجني عليه بالإتصال المباشر المادي .. مثل تعابير المعاكسات ، أو السباب أو حركات باليد ، أو كشف عورة الفاعل للمتلقي ، أو إجبار المجني عليه مشاهدة فعل جنسي ، أو لقطات إباحية في وسائط إعلامية ، أو النظر بشهوة والإتيان بحركات في الوجه تعطي تلميحات جنسية مثل الضغط بالفك العلوي على الشفة السفلى ، وجنائياّ تعتبر جنحة فعل فاضح


ثانياً : الفعل الفاضح

هو كل ماسبق ولكن يشترط العلانية وأن يكون متاحاً للرؤية لغير الطرفين من العامة حتى وإن لم تتم الرؤية ، ولايشترط عدم رضا المجني عليه ، فالفعل الفاضح ممكن أن يتم حتى ولو بموافقة المتلقي ، مثل التقبيل في الشارع أو السيارة أو كشف العورة أو الممارسة الجنسية ، وهي تعتبر جنحة في القانون الجنائي

ثالثاً : التحرش الجنسي

هو فعل يراد به الحصول على منفعة جنسية دون موافقة الطرف الآخر سواء بالكلمات أو بالملامسة أو بالإشارة ، سواء كان الفعل علانية أو سراً ، وتصنف قانونياً أما جنحة خدش حياء أو جناية هتك عرض أو جناية إغتصاب

رابعاً : هتك العرض

هو فعل غرضه الإخلال بحياء المتلقي ودون رغبته ويشترط فيه العلم والإدراك والإرادة من الجاني ، ولا يكون إلا بالتعدي المادي والإحتكاك المباشر بالمتلقي ، ولايشترط جنس محدد لأي من الطرفين ، ويعتبر الفعل هتك عرض بمجرد كشف عورة المجني عليها حتى دون المساس بها أو المساس بالعورة دون كشفها ، والعورة هي أي جزء من أجزاء الجسم التي يحرص الفرد على صونها وحجبها عن الأنظار ، وتصنف قانوناً كجناية

خامساً : الإغتصاب

هو مواقعة الأنثى الغير متزوجة من الفاعل ودون رغبتها ، وتشترط صحة المواقعة بحدوث إيلاج حتى ولو لمرة واحدة وحتى دون كامل عضو الرجل ، على أن تكون المرأة مسلوبة الإرادة ودون رغبتها نتيجة إجبار مادي أو معنوي أو غياب وعي أو إصابة بمرض عقلي ، أو الزوجة المطلقة التي يواقعها طليقها دون العلم بطلاقها وعدم رضاها عن المواقعة عند علمها بطلاقها ، ولاتعتبر المواقعة من الخلف إغتصاب ، والإغتصاب جناية عقوبتها تصل للإعدام

سادساً : العنف ضد المرأة

هو أي فعل عنيف تدفع عليه عصبية الجنس ويترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية النفسية أو الجنسية أو الجسمانية ، سواء في الحياة العامة أو الخاصة ، ويعتبر مظهر لعلاقات قوى غير متكافئة بين الرجل والمرأة تعمل على هيمنة الرجل على المرأة وممارسة التمييز ضدها والحيلولة دون نهوضها، وهذا العنف البدني أو النفسي أو الجنسي ممكن أن يكون داخل إطار الأسرة كالضرب والتعدي الجنسي على الأطفال الإناث وإغتصاب الزوجة والختان ، أو في إطار المجتمع مثل الإغتصاب والتعدي الجنسي والترهيب والتخويف في أماكن العمل والإجبار على ممارسة البغاء ، أو في إطار الدولة عندما ترتكب العنف البدني أو الجنسي أوالنفسي أو تتغاضى عنه ، ويمكن إعتبار كل ماقيل في التعريفات السابقة عنف ضد المرأة إذا كان الفاعل رجل والمتلقي إمرأة فيما عدا حالة الفعل الفاضح إذا كان بموافقة المرأة

ياريت حد يعدّل لي لو أن هناك تعريف مغلوط أو ناقص

Thursday, October 23, 2008

شريف جبريل ونهى رشدي .. والتحرش الجنسي



رؤية تخيلية لأحداث حقيقية




أثارت الحكاية الجنسية التي سمعها شريف جمعة جبريل من صديقه في اليوم السابق مخيلته إلى درجة كبيرة وظل مشغول بها طوال اليوم ، كان الجنس في حياته لايتعدى تخيلات ينتهي به الأمر على إفضاء شهوته بيده ، فلم يعرف شريف طعم القبلة من قبل ولا ملمس يد إمراة ، لم يأذن الزواج بعد أن يأخذ طريقه إلى حياته بالرغم من تعديه الثلاثين عاماً ، وكيف يستطيع أن يكوّن مسكن زوجية براتب لايتعدى خمسمائة جنيها شهريا من وظيفة سائق نصف نقل لدى إحدى شركات الحاسبات ، وهو في طريقه لمعرض بيع الشركة زاده منظر دلال إحدى الفتيات في الطريق إثارة وهي تتعرض لإغواء أحد الشباب في إحدى السيارت ولحظات وكانت تركب معه سيارته ، كانت الإثارة الجنسية لشريف في ذروتها وهو يشعر بالقهر من الكبت الجنسي لدرجة جعلته لايستطيع أن يقاوم فكرة ملامسة فتاة في نفس اللحظة التي قابل فيها بشارع رفاعي وقريباً من معرض الشركة التي يعمل بها فتاتان جميلتان تجرجران خلفهما شنط سفر إحداهما نهى والأخرى هند

في لحظة وجد شريف نفسه ينحرف بسيارته تجاه الفتاتان المشغولتان أيديهما مع شنط السفر ومد يده ملامساً صدر الفتاة القريبة له ، لم تتعدى الملامسة لحظات أخرج فيهما شريف كل الكبت الجنسي والقهر المجتمعي وكأنه ينتقم من كل شيئ في تلك اللحظات ، كانت سعادته لاتوصف وهو يحصل في النهاية على مناله بملامسة جسد إمرأة ، ظهرت سعادته وإرتياحه في نظرته لهما بعدما تخطاهما بسيارته وفي إبتسامة تعبر عن وصوله لمرحلة الشبق في حصوله على ماحُرّم عليه طوال حياته ، كان أمام شريف ثانيتين وينتهي الموقف ليستعيده بعد ذلك مراراً وتكراراً في أحلامه المسائية أو خلف أبواب دورة مياه منزله ، ولكن لم تمر الثانيتين بالشكل الذي كان يتمناه ، فتوقفت سيارته نتيجة زحام السيارت وتغير السيناريو كلياً ، لم يدري شريف ماذا فعل ولا ماذا يفعل بعد أن إزدحم عليه المارة وطاردته الفتاة

لقد شاهد شريف هذا الموقف سابقاً ولم يتطور الأمر بهذا الشكل ، ولكنه بدأ يستعيد وعيه ويدرك خطأه ، إعتذر للفتاة .. أنا آسف ياست .. أحب على راسك .. معلش والنبي .. خلاص والله .. انا غلطان .. انا آسف .. ومع كل إعتذار يتمنى أن تنتهي الأمور سريعاً قبل أن يظهر أحد من شركته وتصبح فضيحة له أمام زملائه ، كان يعلم أنه أخطأ وكان ذلك يجعله منكسراّ متقبلاً لأي أمر يقال له لدرجة أنه لم يقاوم فتي يصغره بأكثر من عشرة أعوام في أوائل العشرين يدفعه لنقطة الشرطة القريبة مع الفتاتين ، لم يقاوم .. لم يتعارك .. كان يريد أن يترك مسرح الجريمة سريعاً لعل وعسى أن تنتهي المشكلة بعيداً بعد أن عقد العزم على تقديم إعتذرات كاملة قد تكون مهينة لأي إنسان آخر في موقف آخر ، إعتذارات تصل إلى تقبيل قدميها ، أي شيئ فقط ينهي تلك الفضيحة ، ولكن توقعه لم يكن في محله .. قدم إعتذراته عن فعل يتكرر آلاف المرات يومياً ولم يتطور قبلاً مثلما حدث معه .. ولكن

ولكن ... لم تقبل الضحية توسلاته ومن يومها وهو في السجن ولمدة ثلاث سنوات وتغريمه خمسة آلاف جنيه تحويشه عمره خلال أربع سنوات .. بعد أن تعدت خطوط فضيحته شركته ومركز الحاسبات التجاري وشارع الخليفة المأمون ومصر الجديدة ليصل لخارج حدود مصر .. لجميع أنحاء العالم

ماسبق .. رؤية تخيلية لأحداث حقيقية حدثت في شهر يونيو الماضي

Monday, October 20, 2008

دبي .. تحية وتقدير


دبي .. لكِ كل التقدير


©Photo Copyright by : Ahmed Shokeir


عادة لا أنبهر .. قد تضعني الظروف في مواقف تصيبني بالإعجاب ولكن أبداً لم أصل لمرحلة الإنبهار مهما إتحدت الظروف المحيطة في أن تجعلني منبهراً مثل من يشاركوني الموقف ، سمعت كثيراً عن دولة الإمارت وبالتحديد مدينة دبي ، سمعت قصص وحكايات تبهر من يسمعها ، وكان وقعها دائماً عليّ عادياً وكأني أشاهد فيلم بارد وممل ، فلا أجد فيما يُقال مايستحق كل تلك الضجة والبروباجاندا ، حتى أتيحت لي الفرصة لزيارة دبي لأول مرة منذ أربع سنوات ، ومنذ لحظة دخولي منطقة الجوازات أكدت العهد على نفسي ألا أنبهر ، فلا شيئ يستحق وأين دبي من تلك العواصم العريقة التي كتبت مسار التاريخ وتغيرت معها حضارات ، وطأت قدماي مدينة دبي مثل شخص خنيق كئيب يتمتع بثقل ظل سميك ذاهب لمشاهدة فيلم كوميدي عالي المستوى فمهما كان الفيلم كوميدياً مضحكاً إلا أنه سوف يستثقل ظله ويجده تافها فارغاً ، إلا أن الفيلم إستطاع أن يهزمني ويدفعني للضحك الرائق بصوت عالي ، فبعد دقائق من الخروج من مطار دبي فقدت مناعتي المحصنة ضد الإنبهار وأصبت بهوس من حال هذا المدينة العجيبة ، ليس فقط من خلال الجمال المعماري في البنايات الشاهقة المتعددة ولا الشوارع وطرق السير والمرور والإنضباط والنظام والإلتزام ، ولكن من خلال الجو العام المحيط بالمدينة

المدينة هي مدينة عمل لامجال لتضييع الوقت ، فوقت العمل له ثمن من أقل عامل إلى أعلى مدير ، حركة الناس سريعة عملية نشيطة إحترافية كل يعرف ماله وماعليه ولاوقت هناك لأحد لكي يدس أنفه في أمر غيره حتى لو سار متجرداً من ملابسه بالشارع ، هناك حرية بنظام غير عادي ، وعندما ينتهي وقت العمل فالترفيه أيضا له نفس مستوى جدية العمل في الإتقان وحسب إختيارك ، دبي مدينة شبابية فنادراً ماتجد رجل مسن أو سيدة مسنة ونادراً ماتجد أطفال وكأن العائلات تركت دبي ورحلت إلى أبو ظبي ، دبي مدينة إنترناشيونال متعددة الجنسيات بمعنى الكلمة ، في الطريق ممكن أن يتواجد بجوارك عشرون شخصاً أستطيع أن أجزم بأنهم ينتمون لأكثر من عشر جنسيات مختلفة ، في البلدان المجاورة تقابلك جنسيات باكستانية بنغالية هندية فليبينية مصرية وسورية ولكن في دبي سوف تجد أيضا الياباني والأميركي والفرنسي والكندي والألماني والكيني ، دبي مدينة إحترافية إذا كنت فيها كفؤاً سوف تصل لأعلى المراتب الوظيفية رأيت مصريين وفلبينين وهنود ناجحون يحتلون أعلى المناصب في شركات عالمية ويتقاضون مئات الألوف من الدراهم شهرياً في مناصب عُليا ، وهم في البلاد الأخرى الجالبة للعمالة يتولون أدنى الوظائف

دبي مدينة يحكمها نظام صارم وتكاد لاتلحظ رجل شرطة ولكن مع إرتكابك أي مخالفة ولو حتى ثانوية إلا وتنشق الأرض ويظهر رجل الشرطة الخفي ، لا يظهر لك متجهماً ولا زاعقاً ولا مهدداً ولكن مبتسماً وتأكد أنك ستحصل على مخالفتك لو شعر إنك ارتكبتها وأنت ليس جاهلا مهما جادلته ، لن أقول لك ان إشارة المرور لها إحترامها ولكن إشارة عبور المشاة لها قدسيتها ومخالفتها قد تكلفك حياتك ، قال لي صديقي دبي مدينة تحصل فيها على المال الكثير لكي لاتبخل وتصرف القليل فهي تعطيك الكثير لتصرف الكثير وتدخر جزء فيدور رأس المال سريعاً وكأنه إتفاق غير مكتوب بين الجميع ، فأنت تدفع عشرين درهماً مايعادل ثلاثين جنيها قيمة طبق فول وأنت سعيد بينما تدفع في مدينة أخرى ثلاثة جنيهات في نفس الطبق وأنت لست سعيداً وتشكو الغلاء والباقي على نفس السياق ، حدثني أحد الأصدقاء أنه أثناء تجواله بأحد المراكز التجارية فوجئ بالشرطة تتصل به على هاتفه المحمول وتتأكد من رقم سيارته ، ثم تدعوة لينزل إلى موقف سيارات المركز التجاري حيث ترك سيارته غير مغلقة ، وعندما نزل وجد الشرطي مبتسماً بجوار سيارته ، وقبل أن يتركه الشرطي بعدما تأكد أنه احكم غلق سيارته سأله صديقي : كيف إستطعتم الوصول لي ؟ أجابه الشرطي : من رقم السيارة إستفسرت من كومبيوتر إدارة المرور عن رقم هاتفك وإتصلت بك .. أخبرني صديقي أن ذلك يحدث أيضاً في حالات الإنتظار صف ثان وإن كان لايعفيك من المخالفة

دبي مدينة لا تزورها مرتين في حياتك ... ففي كل مرة تزورها تكتشف أنها تختلف تماماً عن المرة السابقة حتى لو كانت زيارتك بعد أسبوع ففي كل يوم تطوير وتنمية حقيقية وبسرعة صاروخية .. وراء كل ذلك رجل جاد وشاب نشط يحب بلده بحق إسمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي الذي يستمتع بالحياة بطريقته الخاصة من واقع مقولته الشهيرة

متعة الحياة ... أن تعمل عملاً لم يسبقك عليه أحد ولم يتوقعه الآخرون
كما تتركز رؤية محمد بن راشد عن العمل الحكومي من خلال مقولته

الحكومة ليست سلطة على الناس، ولكنها سلطة لخدمة الناس ، لذلك فإن مقياس نجاح الحكومة هو رضا المتعاملين معها
ومقولته الأخرى
الوظيفة الحكومية ليست فقط باباً للرزق، إنما قبل ذلك باب للإنتاج، ودوائر الحكومة ليست مكاتب للروتين والتواكل والتكاسل، بل ميادين للإبداع

هل قابلت من قبل من يؤمن أن دوائر العمل الحكومية هي ميادين للإبداع ، رجل بتلك الرؤية مع إعتبار أنه يفعل مايقول يجب أن تكون نتيجة أعماله معجزة دبي .. أتذكر أني شاهدت ملصقاً فنياً على إحدى الجدران فتوقعت أن دعوة إلى جاليري تشكيلي أو معرض فني أو مؤتمر ثقافي فإذا به إعلان عن محكمة دبي لم يستوعب عقلي ماهو الغرض من الملصق حتى اليوم

محمد بن راشد آل مكتوم رجل إقتصاد من طراز فريد في مدينة تستضيف سنويا منتديات لكبار علماء الإقتصاد بحق في العالم أجمع ، لن أتحدث عن برج دبي أو مدينة دبي للتكنولوجيا أو مدينة دبي للإعلام أو ميناء جبل علي أو منطقة جميرا أو مطار دبي أو برج دبي ولا جزيرتي النخلة والعالم ، ولكني أتذكر حكاية رواها لي يوماً ما رجل أعمال سعودي متوسط عن صديقه رجل الأعمال السعودي صاحب شركة السياحة ومالك أحد الفنادق ذات الأربع نجوم بمدينة الدمام السعودية عندما ذهب لدبي ليشيد فيها أحد الفنادق ، وبعد أسابيع قليلة كان الفندق يشق طريقه للسماء ولأن محمد بن راشد يحفظ مدينة دبي مبنى مبنى لاحظ خلال جولته هذا المبنى الجديد فسأل عن صاحبه فقيل له أنه مستثمر سعودي فقال أريد أن أقابله وكان في اليوم التالي المستثمر السعودي الذي بدت عليه علامات القلق في ديوانه ، سأله أنت صاحب هذا الفندق ..؟ رد عليه بالإيجاب فبادره هل لك خبرة ؟ فأخبره بأن له فندق أربع نجوم بالسعودية ، سأله ومن أين أتيت بالمال ..؟ أجابه رجل الأعمال السعودي بأنه ماله الخاص .. قال له ولماذا لم تتعامل مع أحد بنوك الإمارت .. إذهب الآن وإبني فندقاً آخر .. إذهب الآن إلى البنك وإحصل على قرضاً بضمان الفندق الجديد ولاتسدد له إلا من عائد الفندق الثاني ، ولاتدفع فلساً واحداً من مالك الشخصي مرة أخرى فأنت رجل ذو خبرة .. هكذا يشجع الرجل على الإستثمار ، فالفندق على أرض دبي ولن يرحل من دبي وسوف يقوم بتشغيل رؤوس مال البنوك في نهضة عقارية وسياحية لدبي ، ويعمل على سرعة دوران رأس المال ويستفيد من خبرة أحد رجال السياحة الجادين الذي أنشأ الفندق الأول بماله الشخصي

وفي خضم تلك الأعمال الإقتصادية الجادة والعملاقة والغير مسبوقة لن تستطيع أن تنسى الأعمال الخيرية للرجل في مجالات الرعاية الطبية والإجتماعية والأبحاث والترجمة والتأليف ومسابقات القرآن الكريم والمهرجانات الثقافية والفنية حتى المدونات ، وصلتني رسالة اليوم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وهي رسالة حقيقية لشباب العرب تتيح لهم فرصة جادة للحصول على منحة دراسات عليا في الجامعات الأجنبية مثل جامعة كولومبيا وجامعة دوك وجامعة كرانفيلد وجامعة هارفارد وجامعة نيويورك وجامعة برينستون الإنجليزية وجامعة ملبورن وجامعة كامبريدج وجامعة كوينزلاند وجامعة بنسلفانيا للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال ، والإدارة العامة ، والسياسة العامة ، والمالية ... تقول الرسالة

عزيزي المدوّن
تحية طيبة وبعد
بما أن مدونتكم من المدونات النشطة التي تحظى بنسبة مشاركة طيبة، فقد وقع الاختيار عليها، ضمن عدد من المدونات العربية، لتكون واحدة ضمن قائمة التواصل مع المدونين العرب المؤثرين في واقع أمتهم ومجتمعاتهم.ونهدف من خلال هذا التواصل إلى التعريف بالأهداف السامية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ، وببرامجها التي نأمل أن تنعكس بالخير على مستقبل الأمة
حتى بقية الرسالة في هذا الرابط ، والرسالة تؤكد لك في نهايتها جدية المؤسسة بقولها لنا في بلادكم محطة... فلتكن فرصة للّقاء معكم والرد على إستفساراتكم
وسوف يتواجد الفريق بالقاهرة للمقابلات في يوم الأحد 9 نوفمبر السادسة مساءاً بفندق فيرمونت هيليوبوليس ، وفي الإسكندرية يوم الإثنين 10 نوفمبر السادسة مساءاً بفندق شيراتون المنتزه

-----------------------------------

هذه باقة من مقولات الرجل التي هي فكر وفعل .. وأعتبرها أفضل من جميع برامج التنمية البشرية


-----------------------------------

وأخيراّ .. هذه التدوينة كان المقصود بها مدينة دبي .. ولكن الشاعر الحاكم يدفعك غصباً عنك للإشادة به والإنبهار به مثلما تنبهر بمعجزته ... دبي

Sunday, October 19, 2008

الوحيد


المنسي


نفض ذرات التراب عن ملابسه وإبتدأ يبحث عن شخص يَقص عليه ماحدث ، آخر مايتذكره تلك القُبلة التي قبّلها على شفتيها ، تلك القُبلة التي تمناها كثيراً وداعبت أحلامه السريرية والنهارية ، لم يكن يُصدق أنها بين يديه حقيقة يستطيع لمسها ليتأكد من وجودها ، قبّلها وإنسحبت روحه تدريجياً خارج جَسده في نشوة جعلت أنفاسه اللاهثة تتوقف لتخفت الصورة أمامه وتتلاشى تدريجياً ويشعر أنه يتلاشى معها حتى العدم مغشياً عليه وكأنه الرحيل ، لم يدري كم من الوقت مر عليه ولا أين هو ولا أين الناس ، وكأن الناس رحلوا وتركوه قبل أن يدرك حقيقة ذلك ، كانت الطرقات والمباني قريبة من حالاتها الطبيعة سوى أن الناس هجروها ويبدو أنهم هجروها منذ فترة ليست بالبعيدة ، المحال مفتوحة والسيارت متوقفة بالطرقات والشمس ساطعة ولكن لابشر لا طير لا شجر ، إقترب من فرشة بائع صحف لايوجد صاحبها .. الصحف متراصة بعناية لم تقرأ بعد ، تفحص إحداها كانت تحمل أخبار عادية .. تسائل أين ذهب الناس .. أين ذهب الصراع .. أين الحروب .. أين المال .. أين الحب .. أين الظلم .. أين المُلك .. يكاد يصعق وهو يتسائل أين المُلك .. أهذا يوم القيامة وإذا كان كذلك لماذا هو هنا وحده .. هل هم هناك بعضهم في الجنة خالدين والباقي في النار خالدين .. وأين أنا من الجنة أو النار ؟ تسائل هذا التساؤل سابقاً ولم يجد له إجابة وتجاهل التساؤل مثلما يسأله الآن ولكن كيف يتجاهله ، يشعر أنه يريد أن يرحل .. أن يذهب هناك لا يريد أن يكون هنا وحيداً منسياً .. يقشعر بدنه وهو يشعر بيد تتحسسه .. يدها تتحسسه .. خيوط دخان تُخفِت الصورة أمامه لتتلاشى تدريجياً .. يشتم رائحة طيبة وهو يسمع أصوات من بعيد تتضائل شيئاً فشيئاً .. يبتسم قبل أن يحل عليه الظلام تماماً .. فلم يعد وحيداً بعد الآن


*********************

القصة مستوحاة من جملة وردت بالصفحات الأولى من رواية بيت الياسمين في وصف الراوي بعد إنفضاض الإزدحام ويقول

"وكأني أقف وحيداً بعد إنتهاء العالم"

إبراهيم عبد المجيد

Wednesday, October 15, 2008

عن الخوف والفرار



نخاف ونجري .. ولاّ نجري وبعدين نشوف


تعليقان متتاليان في التدوينة السابقة النصاب من أحمد مهنى و آلام وأمال يستنكران فيه الفرار والهروب بالرغم من صحة موقفي وإقتناعي به ، وهنا لا أحتاج ان أقول أنه في تلك السن الصغيرة عشرة أعوام لا يكون الإدراك وإقتناعك بوجهة نظرك كافيا لمواجهة خطر داهم أمامك ، وحتى أحيانا في سن كبيرة عند الخطر يكون الفرار والهروب هو أحد أهم الإختيارات المتاحة ، وهذا يدفعني لمحاولة تحليل ظاهرة الخوف والفرار

يعتبر علماء الإجتماع ظاهرة الفرار هي نتاج طبيعي لحالة خوف تصيبك تعتقد معها أن الهروب هو فعل يساعدك على تجنب الخطر ، أي أنك تخاف ثم تقرر الهرب ، مثال لذلك ... إذا واجهك نمر طليق وأنت في طريقك سوف ترى النمر فتخاف ثم تهرب ، أما إذا واجهتك قطة في طريقك فلن تشعر بنفس الخوف وبالتالي فلن يكون الفرار قرارك ، في كلتا الحالتين أنت تفكر فيما رأيت ثم تتخذ قرارك بالفرار أو عدمه ، ولكن ماذا يحدث لو واجهت مخلوق غريب أو مبهم بالنسبة لك كحيوان غير مألوف أو شبح أو صوت مفاجئ في تلك الحالة أنت تهرب أولا قبل أن تفكر ملياّ إذا كان هذا الشيئ مصدر خطر أم لا .. اي أنك تفر ثم تخاف أو لاتخاف

لذلك وقفت مرات كثيرة عن آية قرآنية في سورة الكهف وهي تصف أصحاب الكهف بعد مرور أكثر من ثلاثمائة عام عليهم وهو نائمين وكيف أصبح شكلهم مهيب

يقول الحق سبحانه وتعالي

لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
الكهف 18

وكنت أتسائل .. أليس المفترض أن من يراهم يخاف أولاً ثم يفر بدلاً من الفرار ثم الخوف .. ولم أجد إجابة لذلك حتى إستمعت لتفسير مقنع لذلك في أحد البرامج الإذاعية عن أن حالة الفرار قبل الخوف توضح الهيبة للحالة التي عليها أصحاب الكهف والتي ألبسها لهم الله حتى لايصل لهم أحد فتجعل لو أن أحداً إطلع عليهم لولّي منهم فراراّ قبل أن يدرك ماهيتهم

لذلك في بعض حالات الخطر التي لاتدرك أبعادها أنت تتخذ قرار بالفرار قبل أن تفكر في سلامة موقف هروبك من عدمه
لا أدري هل التفسير على حالة الفرار في حكاية النصّاب بالرغم من إدراكي لصحة موقفي أصبح واضحاً أم مازال غامضاً

Sunday, October 12, 2008

النصّاب


حسن حجاب




كنت في العاشرة من عمري تقريباً عندما سمعت كلمة نصّب لأول مرة ، وفيها عرفت أن النصّب ماهو إلا عملية سرقة ولكن بذكاء ، عندما وصفتني مدرسة المرحلة بأني ولد نصّاب لم أدرك ماذا تعني ؟ لأني لم أكن أعرف أن مافعلته يجعلني في نظر الآخرين نصاباً

***********************

الحكاية من البداية ... كان بجوار المدرسة محل لعصير القصب يبيع كوب العصير بقرش صاغ ولكي تشتري كوب العصير عليك دفع القرش للرجل الجالس على مكتب صغير فيلقي لك بماركة بلاستيكية ملونة ، الحمراء تعني كوب بقرش والزرقاء شوب عصير محترم بقرشين ، بعد الخروج من المدرسة وإذا كان معي نقود أذهب لمحل العصير وأحصل على كوب العصير السكري اللذيذ والمنعش ، كان إدراكي وقتها أن قيمة كوب العصير تساوي تلك الماركة البلاستيكية التي يبيعها لنا الرجل الجالس على المكتب ، تذكرت أن لعبة الليدو بها ماركات بلاستيكية تشبه تلك الماركات التي يبيعها لنا صاحب محل العصير للحصول على كوب العصير ولما كانت لعبة الليدو تحتوي على ستة عشرة قطعة بلاستيكية مقسمة لأربعة ألوان كل لون أربع قطع وبها أربع قطع حمراء وأربع قطع زرقاء معنى ذلك أن تلك القطع تساوي إثنى عشر قرشاً في حين أن لعبة الليدو قيمتها خمسة قروش ، لذلك قررت أن أشتري العصير بقطع الليدو وبسعر أقل من تلك التي يبيعها لنا الرجل الجالس في محل العصير ، ذهبت وحدي بعد العصر إلى محل ألف صنف وصنف بشارع السكة الجديدة بالمنصورة وإشتريت لعبة الليدو وبها القطع البلاستيكية بخمسة قروش ، وفي اليوم التالي وعقب إنتهاء اليوم الدراسي توجهت مباشرة لمحل العصير المزدحم ودخلت فوراً على الرجل الذي يقدم العصير وقدمت له ماركة بلاستيكية زرقاء فقدم لي شوب العصير المحترم ، عدت للمنزل معجباً بذكائي الذي جعلني أشرب العصير بسعر أرخص ، في اليوم التالي كررت المحاولة وشربت العصير هانئاً

وفي اليوم الثالث دعوت صديقي في الفصل حسن حجاب على عصير على حسابي ، وكان حسن سعيداً جدا بهذا العرض المغري والمفاجئ ، ذهبنا لمحل العصير وأعطيت حسن الماركتين الحمراواتين وقلت له قدمهما للرجل سوف يعطينا العصير ، عادي انا باعمل كده كل يوم ، لم يستوعب حسن الموضوع ولكنه إستمع لكلامي وما أن قدم الماركتين إلا ويد من حديد تهبط على كتف حسن وصوت جهوري يقول له .. هو إنت بأة اللي مدوخنا بقالك يومين .. إنت جبت الماركات دي منين ؟ .. إلتفت حسن إلي فلم يجدني حيث سابقت ساقاي الريح عدواً حتى المنزل

في اليوم التالي وبعض طابور الصباح .. دخلت أبلة عزيزة الفصل وبصحبتها حسن حجاب متورم الوجه وبه أثار زرقاء وقالت فين أحمد شقير .. رفعت يدي فسألته إنت متأكد إن هو ده ؟؟ حكيت لأبلة عزيزة الحكاية كاملة فقالت لي أمام الفصل أنت عارف اللي عملته ده إسمه إيه ؟ ده إسمه نصّب .. وإنت كده تبقى نصّاب ؟؟ لم أفهم معنى الكلمة ولكني شعرت أنها إهانة فبكيت وأنا لا أزال متأكد من أني لم أرتكب أي خطأ ، كل مافعلته أني إشتريت الماركات بسعر أرخص من تلك التي يبيعها لنا الرجل في محل العصير

بعد سنة .. إنتهت المرحلة الإبتدائية .. وإنتهت معها أخبار حسن حجاب .. الذي أصبح الآن رجلاّ تعدي الأربعين ولكنه لايحب عصير القصب ، بالرغم من أني مازلت أحب لعبة الليدو

Epitaph Lost her blog !!

To: Google Technical Support

We are a group of Egyptian bloggers really bothered by the blockage of the two-year-old blog "Epitaph_87"
( http://www.epitaph-87.blogspot.com/) along with her Gmail account (epitaph87@gmail.com), since October, 4th , 2008.

She has sent you her problem and requests on Google Help Center and Blogger Support, but in vain.

We wish that you'd help us retrieve that blog and account and answer the requests of our fellow blogress, sending you from (epitaph_1987@hotmail.com), and hopefully ASAP!Just for notice, we have published this problem on our blogs!!

Thank you!

Ahmed Shokeir
http://www.shokeir.blogspot.com/

The event on Facebook

*****************************

To avoid this problem, I did a backup from this blog on WordPress

Check it here

Thursday, October 09, 2008

عمرو سلامة

زي النهاردة


Image by : Ahmed Shokeir

في إحدى ورش العمل البعيدة نوعا ما عن مجال السينما منذ بضعة أشهر ، تقابلنا لمدة أربعة أيام متواصلة ولم يتم التعارف بيننا إلا في اليوم الأخير وبالتحديد في الفترة التي يتم فيها الإعداد للمغادرة إلتقينا وفي طريقنا إلى غرفتنا بالفندق عرفني بنفسه عمرو سلامة مخرج .. لم ألحظ وقتها أنه صاحب الفيلم الروائي القصير الإعلان والذي كنت قد شاهدته قبلها بعدة شهور ولم يخبرني هو بذلك ، حتى إكتشفت ذلك بالصدفة بعد لقاؤنا بعدة أشهر ، كان الفيلم يتحدث عن أحد الشباب الناجحين المبدعين العاملين في مجال الإعلان وكانت أفكاره كلها للإعلانات جديدة ومبدعة حتى دعته إحدى المنظمات الدولية لتصميم حملة للتوعية بمخاطر المخدرات ، وحيث أنه لم يتعامل مع المخدرات مسبقاً فحاول البطل أن يجربها ليشعر بتأثيرها فيتعايش مع الحالة حتى يستطيع أن يصل لفكرة متميزة للحملة الإعلانية حتى وقع في براثنها ، أعجبتني الفكرة والإخراج والموسيقى المصاحبة والأغنية

عندما تعارفنا لم ألحظ من الإسم أنه صاحب الفيلم القصير ، سألته : تقصد مخرج أفلام تسجيلية ؟ رد علي : لأ ، سألته مخرج أغاني ؟ قال لي : لأ .. وكأني أستنكر أن يكون مخرج سينمائي ، قال لي : مخرج سينمائي .. سألته : وأخرجت شيئ ؟ قال : أخرج حالياً فيلم إسمه زي النهاردة هايكون جاهز على نهاية العام .. سألته عن الأبطال قال لي : بسمة وأحمد الفيشاوي .. ظهر إنطباع على وجهي لم أخفيه يوضح قناعاتي بأنه سوف يكون فيلم قليل المستوى ضعيف الإنتاج ، سألته : ليه مش بتفكروا تعملوا أفلام غير تقليدية كفاية بأه على السينما أفلام عادية .. حقيقية كان رد فعله مهذبا هادئاّ ومبتسماّ إبتسامته الدائمة .. ماهو الفيلم ده غالبا هايكون مختلف ، لا أدري لماذا كنت متشككاّ في كلماته وسألته : هو الفيلم إسمه إيه تاني ؟ رد عليا مبتسماً ... زي النهاردة


حاولت حفظ إسم الفيلم ولم أفلح .. وفي نهاية شهر أغسطس ذهبت للسينما لمشاهدة فيلم آسف على الإزعاج وقبل بداية الفيلم كان هناك تريلر لفيلم إسمه زي النهاردة .. من التريلر شعرت أن هذا الفيلم مختلف وله لغة سينمائية جديدة وفي نهاية التريلر فوجئت بإسم عمرو سلامة مخرجاً ، وقتها تذكرت الموقف السابق وإسم الفيلم الذي حاولت حفظ إسمه وفشلت ، وفي أول أيام شهر أكتوبر متزامناً مع أول أيام العيد كان بداية العرض التجاري للفيلم شاهدت في التلفزيون أغنية الفيلم تسمحيلي لهاني عادل نجم فريق وسط البلد وهو أيضاً صاحب أغنية فيلمه الروائي القصير الإعلان .. شعرت أن هناك فيلم غير تقليدي لمخرج غير تقليدي وتذكرت إبتسامته لي وهو يرد على تساؤلاتي المستفزة عندما تقابلنا ، لم أشاهد الفيلم ولكني شاهدت ردود الأفعال تجاه الفيلم عبر التلفزيون والجرائد والفيس بوك ووجدتني أتصل به تليفونيا من السعودية أذكره بنفسي وأبارك له على الفيلم .. حقيقة تذكرني وتذكر تعارفنا ولم يتذكر إنطباعي وقتها عن الفيلم .. هنأته وقلت له ماقدمته يبدو بالفعل سينما غير تقليدية .. نتمنى المزيد منها مستقبلاً .. شكرني ولم ينسى أن يعرف رأيي في أغنية الفيلم متمنياً لي أن تتاح فرصة مشاهدة الفيلم في أقرب فرصة
مبروك عمرو سلامة

Saturday, October 04, 2008

شرف فتح الباب



عندما يأخذ الشرف أجازة




إستفرد بي التلفزيون بإعلاناته ومسلسلاته فترة الإعتزال خلال شهر رمضان ، وأصابتني حالة توتر لاتقل عن توتر الأستاذ شرف في كل مرة يقابل فيها سيد خردة ، وبما أننا في سيرة الأستاذ شرف فتح الباب جاب ضرف فليكن هو موضوع هذه التدوينة

لعل تلك هي المرة الاولى التي تتم فيها معالجة واقعية لنموذج يصادفنا أحياناً وهو ذلك الشخص المتدين بالفعل وليس إدعاءاً ، الطيب الشريف وإن كان قد بدأ يستحل حراما في مرحلة متأخرة من حياته بدافع الحاجة وإحساسه بالظلم الواقع عليه عندما قررت إدارة شركته الحكومية في لحظة قاصية إنهاء خدماته بمعاش مبكر ، هذه الشخصية تم تناولها كثيراً من قبل ولكن الجديد هذه المرة واقعية الشخصية فهي متدينة بالفطرة وليست تدعي التدين للحصول على مكاسب خاصة أو تتاجر بالدين لتقوم بالنصب ، لذلك نجده بشر من لحم ودم كالذي يعيشوا بيننا فلا توجد ظواهر تشدد ديني خارجي أو داخلي فكان أقرب مايكون للشخصيات العادية المتدينة التي نقابل منها كثيراً في مصالحنا الحكومية وبين جيراننا في أحيائنا السكنية أو حتى أقاربنا
نجح الفخراني في أن يوصل لنا بواقعية قناعته بأن ماسرقه من مال الشركة هو حق له وليس مالاً حراماً رغم عدم قناعته في بعض الأحيان بذلك وتفاديه التفكير كثيراً في قضية الحلال والحرام

ومثلما كان يجسد شرف فتح الباب شخصية واقعية تعيش بيننا ونحس بصدقها ، فإن شخصيات أبنائه جاءت عكس ذلك تماماً فظهرت بصورة مبالغ فيها إلى درجة تجعلها شخصيات خرافية برغم روعة أدائهم جميعاً ، وتتجلى قمة عدم الواقعية في جعل الكاتب محمد جلال عبد القوي جميع الأبناء بنفس ذات الصفات من الأخلاق الحميدة والتفوق وحب وإحترام الأب لدرجة العبودية ، وهو ليس بالشيئ الواقعي ففي الواقع حتى لو كان الأخوان توأم فلابد من وجود تباين في شخصياتهما ، تكررت تلك المبالغة مع شخصية المحامية التي تتحدث بنفس لغة الأبناء في خطأ واضح من مؤلف العمل فكان يجب وضع تباين في الشخصيات

من العيوب أيضاً تكرار صفة الشرف على الأستاذ شرف في الحوارات العادية البعيدة عن قضية السرقة بشكل مبالغ فيه مثلما تتحدث به المحامية مع إبنتها ، فالشرف في الأمور الطبيعية هي صفة يتحلى بها الكثيرين ولا يتغنى بها أحد ، فأنت رجل شريف ولكن لايصفك أحد بتلك الصفة بخصوصية متكررة مثلما يصفك أحد بأنك مثلاً رجل صامت أو عصبي أو غبي

هالة فاخر غامرت في هذا المسلسل بإرتداء ملابس الطبقة المتوسطة أو مادونها وإستغناءها عن المكياج لتناسب طبيعة الدور ، وكان أداؤها مفاجأة أذهلت الجميع بل تفوقت على يحيي الفخراني في بعض المشاهد ، أما تفوق يحيي الفخراني التمثيلي فلم يكن من خلال مشاهد صعبة بقدر ماكان في قدرته على سهولة نقل مشاعره المتباينة طوال الحلقات من خلال الحوارات المختلفة فتتعايش معه ومع إنفعالاته وأزماته وإحباطاته وتوتره بكل سلاسة وكأنك أنت شرف فتح الباب

إحتوى المسلسل على بعض من التطويل وكثير من التفاصيل الغير هامة برغم واقعيتها لمد زمن الحلقات وفجأة تأتي الحلقة الاخيرة وكما هي عادة جميع المسلسلات تأتي تلك الحلقة بكم كثير من الأحداث ينسى معها المخرج أن يغلق جميع الأمور التي فتحها وأشبعنا بها تفاصيل ، ولم تعجبني لقطة النهاية الأخيرة بعد مرور السنوات وخروج الأستاذ شرف وحيدا متسولا على الرصيف قذراً وطويل الذقن مثل المجذوبين الذين نراهم على أرصفة الشوارع ، فتلك النهاية تتنافى وسياق الأحداث وكذلك طبيعة أبنائه التي أوجعوا بها أدمغتنا طوال أحداث المسلسل ، وقد كان يكفي أن تنتهي الحلقات بلقطة دخول شرف السجن


أخيراً أغنية البداية والنهاية رائعة بصوت مدحت صالح ومع مرور الأيام تكتشف جمال الكلمات واللحن وروعة الأداء بطبقة الصوت المتدرجة لمدحت صالح من العلو والوضوح للخفوت والهدوء تبعاً للكلمات
كمين جميل فعله لنا سيد حجاب في كلمات النهاية كاد يفضح عنصر التشويق القائم عليه المسلسل في الرغبة في معرفة بقية الأحداث وذلك عندما قال

ولا اللي عمله أتعرف، ولا اللي قبضه إتصرف، ولا لنفسه أعترف
وهو ماتعتقد وأنت في منتصف الأحداث أنه سيظل بالسجن ولن يعلم أحد بأنه غير شريف وستتوه الفلوس أو تضيع ولن يعترف لنفسه أو للآخرين بذلك ، وهو مالايتفق مع الأحداث الفعلية في نهايتها ونقض سيد حجاب كلمات النهاية في كلمات البداية بقوله
وهاييجي يوم يلقى المخبي إتعرف
وسواء قصد سيد حجاب هذا التضليل أو جاء عفوياً إلا أنه كان رائعاً

شرف فتح الباب مغامرة محسوبة وناجحة من الفخراني نجح في القيام بها بعد نجاح مسلسل العام الماضي يتربى في عزو ، إستطاع فيها أن يقوم بتغيير جلده ليتفادى فيها تكرار يقع فيه الجميع بدءاً من يسرا ونور الشريف حتى خالد صالح